لا يكفى نجل الفريق سامى عنان أن يتبرأ من جريمة هشام جنينة، ولا حتى أن يصفه بأنه ينفذ أجندة إخوانية، نجل عنان لم يقل جديدا ولم يضف لمعلوماتنا عن جنينة شيئا، كلنا نعرف جنينة وانتماءاته، إخوانى القلب والقالب، ولم نكن ننتظر من الفريق عنان أو اسرته أن يكشفوه لنا لغسل أيديهم من أكاذيبه، لكن ما كنا ننتظره من عنان نفسه أن يعتذر لكل المصريين عن جريمته هو فى حقهم عندما اختار جنينة وحازم حسنى ليكونا معاونين له لو أصبح رئيسا.
كنا ننتظر بدلا من بيان التبرؤ أن يكون هناك بيان اعتذار عن ارتماء الفريق فى حضن الإخوان واختيار واحد من ابناء الجماعة الارهابية فكريا ليكون مساعده، كنا ننتظر على الأقل أن يقول لنا نجل عنان فى بيان أو حتى تصريح واضح أن والده يناشد المصريين أن يغفروا له وضع يده فى يد الجماعة الإرهابية، وأن يسامحوه على انه قبل أن يكون أداة يعودوا من خلالها الى المشهد الذى أخرجهم منه الشعب ، وأنه قبل أن يكون رجاله ومساعدوه والمتحكمون فى الأمر من حوله هم رجال الجماعة الإرهابية والكارهين لثورة الشعب فى 30 يونيو.
كان هذا ما ننتظره من عنان أو على لسان نجله، لكن ظنى أنه لن يفعلها لأنه لم يكن مخدوعا ولم يكن حسن النية عندما تحالف معهم وإنما كان يعلم، وضع يده فى أيديهم الملطخة بدماء المصريين وهو يعلم خيانتهم ويدرك جيدا أنهم لم يقبلوا التعاون معه إلا من أجل مصلحتهم وتحقيق أهدافهم، والدليل أن عنان نفسه من قبل لم ينكر ما أذاعته قنواتهم ونشرته صفحاتهم على فيس بوك عن مضمون الاتفاق وما سيحققونه لو وصل الى الرئاسة، لو كان عنان برىء من هذا الاتفاق لسارع بالنفى، لكنه لم يكن يستطيع ولن يستطيع لأنه ببساطة متورط حتى رأسه، وما فعله جنينة ليس سوى نتيجة للغضب الذى انتاب الجماعة الإرهابية ومن دفعوا بعنان إلى الترشح بعدما استبعد بالقانون، لم يكن أمامهم إلا أن ينفذوا بأنفسهم ما كانوا يخططون له ولو كانت النتيجة حرق عنان نفسه، فهو لا يشغلهم لأنه كان أداة وليس أكثر من هذا.
ولن يستطيع عنان أن ينفى هذا، ولن يشغلنا نحن أيضا ان كان ينفى أو يكذب ، يعتذر أو يصر على غيه ، لأن إرادة الله شاءت أن تفضح الاتفاق وتكشف المستور على لسان الإخوان أنفسهم ليعلم المصريون حقيقة الجميع، ومن باع ومن يقبض على الجمر من أجل بلده.