شكرا.. «خالد صلاح»

إذا أردت أن تعرف ماذا حدث لك خلال عشر سنوات..ارجع للخلف سنة قبل سنة..استجمع فى كل عام من السنوات العشر الأخيرة فى عمرك، صورة واحدة لك بمفردك، وأخرى جماعية مع زملاء، أصدقاء أو حتى صورة عائلية. دقق فيها، امنح نفسك الوقت الكافى لتستوعب جميع تفاصيلها، قارن بين ملامحك الآن وقبل، حللها، ولا تنزعج كثيرا حين تدرك أنك خسرت جزءا من البراءة والخجل الذى كنت تتحلى بهما وأنت فى سن أصغر «وإن كنت أنا شخصيا أحتفظ بجزء كبير من الخجل للأسف! ربما لايصح أن أكون خجولة حتى هذه اللحظة». قبل عشر سنوات، كنت طالبة مجتهدة فى كلية الآداب قسم الإعلام «بحسب التقدير النهائى لشهادتى الجامعية والمركز الأول الذى حصلت عليه فى مشروع التخرج»، لدى رغبة قوية فى العمل وتحقيق الذات كأى فتاة شابة تتخرج من الجامعة، وتأمل أن تحصد نتاج جهدها على الأرض دون الاكتفاء بالفرحة الزائفة بالتقدير الجامعى ومرتبة الشرف! ولكن دوما كان لدى ظن، مجرد ظن، أن خجلى و«كسوفى» سيقفان حائلا أمام قدرتى على العمل فى مجال يحتاج مزيدا من الجرأة والخبرة. أتذكر الآن ونحن نحتفل بمرور العام العاشر على انطلاق الموقع الإلكترونى لمؤسسة «انفراد» «بيتنا الكبير»، كيف كنت وأين وصلت خلال 10 سنوات، تبدلت فيها أحوالنا مهنيا وإنسانيا، ولا نعرف إلى أين سنكون غدا، لكننا ندرك أن «الله كريم».. بصراحة، لم يكن لدى أى رغبة فى كتابة مقال أو موضوع مثلا فى احتفالنا بمؤسستنا الكبيرة، على جميع المستويات، استندت هنا لأسباب تتعلق بعيوبى الشخصية التى أبرر بها عدم قدرتى فى التعبير عن مشاعرى تجاه المؤسسة التى جعلت منى قيادة تحريرية نسائية أتمت عامها الثانى والثلاثون قبل شهور، فما بالك بالأشخاص! ولكن السطور الأولى التى قرأتها أنت قبل ثوان فى بداية هذا المقال، هو المشهد الذى تخيلته أمام عيناى حرفيا بمجرد أن رأيت لى صورة شخصية داخل صفحات العدد الورقى ضمن موضوع يحمل عنوان «انفراد..جريدة تمكين المرأة فى المناصب القيادية» يسرد فيه كيف أصبحت مدير تحرير - كأحد أفراد الكتيبة النسائية فى صالة التحرير- وإدارتى للقسم السياسى لمدة قاربت من الخمس سنوات قبل إسناد مهمة «مدير تحرير»، الصورة هى السبب الذى استفزنى لأكتب عن «انفراد»، مع نوع من الحرج الذى أصابنى، متساءلة «كيف يقدم لى «انفراد» كل هذا الدعم المعنوى والتقدير علنا، وأكتفى أنا بتقديره سرا أو للإنصاف علنا فى حالات الضرورة؟!». الصورة التى التقطت لى خلال حفل العشر سنوات، لم تمر مرور الكرام، بل دخلت ضمن مقارنة شرسة بين الصور الأولى لى بالتزامن مع بداية عملى وتأسيس «انفراد»، شاهدت كيف تغيرت، مهنيا وإنسانيا، كيف أدركت أن جمال الروح سبب كاف للنجاح، سواء المهنى أو الشخصى، كيف ساهم هذا الكيان فى تغيير هذه الشخصية، وإعادة بنائها من جديد؟ أدين لـ«انفراد» بكل الفضل والخير، ولم نكن أبدا منافقين حين وصفناه ببيتنا الكبير الذى احتوى شبابا فى سن صغير ليس لديهم أى خبرات مهنية سوى طموحهم الجامح الصادق. «انفراد» أصاب حين راهن على روح الشباب، وحين استمع لرأيهم، سواء كان مختلفا أو متفقا مع الرأى الآخر. «انفراد» علمنا أن نخطئ ونصيب، ولا نخجل أبدا من الاعتراف بالخطأ «لف وارجع تانى».. «انفراد» علمنا أننا نستحق الأفضل دائما، ننظر للأمام، ندرك من نحن وماذا نريد.. «انفراد» علمنا أن نرسم الحلم ونسعى للوصول له، بل ونحدد سيناريوهات الوصول وبدائلها «احنا بتوع سيناريوهات».. «انفراد» علمنا أن لا نطمئن بوجودنا على القمة، بل نسأل «لحد امتى؟!».. «انفراد» علمنا أن الفكرة هى البطل وليس الشخص.. «انفراد» علمنا أن نستعد من الآن لما سيحدث فى مستقبل الصحافة، كن مستعدا ولا تتفاجأ.. أخيرا.. إذا كنت ممن وصلوا لقراءة السطر الأخير.. فيمكنك أن تستبدل كلمة «انفراد» المذكورة بـ«خالد صلاح».. شكرا «خالد صلاح» شكرا «انفراد»



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;