الولاد والبنات دايما شايفيين إن الأم بتبتزهم عاطفيا.. شوية تقولهم الجنه تحت أقدام الأمهات.. وشوية تقولهم الرسول الكريم قال إيه.. قال أمك.. ثلاث مرات..
وبعدين فى عيد أم مافيش عيد أب.. زى ما يكون الأب لقيط كده مقطوع من شجرة.. ولا واقع من نخلة..
وأنا زى كل الأمهات سعات باستخدم وسائل الأم الممكنة وغير الممكنة علشان ترقق قلب ولادها.. وهاتك يا مواعظ وحكم عن فضل الأم وضرورة رضاها.. بس أقولكم على حاجة مهمة وحقيقية والله العظيم مش بأكدب.. اسالوا اللى فقدوا أمهاتهم سواء كانوا كبارا ولا صغيرين.. اسألوهم عن مشاعرهم هتلاقوها واحدة.. حاسين باليتم والفقد.. رغم أنه سعات تكون الأم بلغت من العمر أرذله.. حتى ولو كانت عضم فى قفه..
تعرفوا حاجة عنى هأحكى ليكم عليها..
أنا أمى السنة ده وتحديدا فى 22 فبراير يكون مر على وفاتها ستة سنوات.. والله العظيم كأن وفاتها كانت إمبارح.. هى معايا فى كل لحظة وفى كل يوم بأندم أنى ما كنتش بأعطيها حقها فى كل حاجة..
فاكرة كل حركاتها وضحكتها الحلوة ولزماتها فى الكلام.. حتى نرفزتها..
عمرى ما هأنسى آخر يوم قضيته معها كأن فى المستشفى قبل العملية بساعات كانت أحلى ساعات فى عمرى كنا لوحدنا وفضلنا نتكلم كتير..
وحمدت ربنا إنه ربنا كتب لى أنى أكون معها فى الساعات الأخيرة لأنى فى حياتى كنت بأبقى مشغولة عنها كتير بسبب شغلى والولاد..
كلنا مش بنحس بقيمة الحاجة الحلوة اللى معانا إلا لما بنفقدها، وأحلى حاجة فى الدنيا قرب أمك منك، والله ده مش مبالغة ولا أنا بأقول كده علشان أنا أم لكن أنا بأتكلم من منطلق إنى كان فى يوم من الأيام كنت بنت لأحلى أم فى الدنيا وأطيب وأحن وأرق ست فى الوجود..
كتير بأسمع أن البنت حبيبة أبوها.. لكن لما بتكبر وتتجوز وتخلف وتحس أمها تعبت فيها أد إيه بترجع تانى لحضن أمها..
يعنى علاقة الأم ببنتها بتمر بمراحل مختلفة ما بين الصعود والهبوط وأخيرا الصعود..
مش باستغرب لما أم بتضحى بحياتها علشان خاطر ولادها، لإن ده فطرة فطر الأمهات عليها.. علشان كده لما ربنا ميز الأم فى كل حاجة كأن عارف أنه خلق كائنا مختلفا فى كمية حنان وعطف وحب مش موجودة إلا جوه الكائن ده وهو الأم..
علشان كده لما بنشوف حوادث قتل الأمهات لولادهم بنعتبرها حوادث شاذة وفردية وغير منطقية..
ولما الشاعر الكبير شوقى قال:
«الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق»
لم يكن مبالغا.. فعندما نريد قياس تقدم الأمم نقيسه بمدى تقدم وثقافة الأمهات المسؤولات عن ازدهار بلادهم..
وإذا حاولنا أن ندمر أمة أيا كانت فعلينا تدمير أمهات هذه الأمة.. فهذا هو السلاح القاتل الفتاك..
فالأم هى التى تبنى وتحارب من أجل أبنائها.. من أجل أن يصبحوا رجالا ونساء صالحين..
وصدقونى لو قلت لكم لن تشعروا بقيمة أمهاتكم للإسف إلا بعد فوات الأوان..
ونحن على أبواب عيد الأم انتهزوا الفرصة ليزداد قربكم من أمهاتكم.. انتهزوا الفرصة لكى تشعروا بدفء أمهاتكم.. انتهزوا الفرصة لتقولوا لهن قولا جميلا لينا..