أثار ما ذكرته صحيفة " معاريف" الإسرائيلية، أن مترجمة إسرائيلية، أصدرت ترجمة عبرية للرواية المصرية الشهيرة عمارة يعقوبيان، للأديب المصرى علاء الأسوانى ردود أفعال عنيفة ومناهضة لمفهوم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
الصحيفة رأت أن السبب وراء اختيار هذه الرواية، هو أنها تعد من الأكثر الروايات التى قُرأَت حول العالم، لذا قررت الإسرائيلية "باروريا هروفتش" ترجمتها للعبرية.
وأوضحت الصحيفة أن الرواية تعطى نظرة توثيقية لعهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى تمت الإطاحة به فى غضون ثورة 25 يناير، وتوضح إلى أى مدى كان هناك أعضاء بالبرلمان فاسدين، وتحول الحصانة البرلمانية دون تقديمهم للمحاكمة، وسيطرة الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت على كل شىء فى مصر.
وأثنت الصحيفة على الروائى علاء الأسوانى، البالغ من العمر 58 عامًا، واصفة إياه بأنه لا يعد روائيًا عاديًا بل شخصية سياسة ذات طابع خاص.
وفي تقرير مطول لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سردت فيه تفاصيل شراء تل أبيب لرواية "عمارة يعقوبيان" للروائى علاء الأسوانى وترجمتها إلى اللغة العبرية.
وقالت الصحيفة أن طبيب الأسنان المصرى صاحب الرواية علاء الأسوانى رفض فى أكتوبر 2010 ترجمة الرواية إلى اللغة العبرية، عندما طلب المركز الإسرائيلى – الفلسطينى للأبحاث ترجمتها إلى العبرية.
وأوضح الأسوانى حينها أن ترجمة روايته دون موافقته يعتبر سرقة، وهدد بمقاضاة المترجمين الذين سيقومون بذلك، حتى ولو كانوا مصريين لأنهم يقومون بذلك بالتطبيع الثقافى مع إسرائيل وهو أمر مرفوض بالنسبة له.
وأكدت الصحيفة أنه فى الأسبوع الماضى تم طرح النسخة العبرية من عمارة يعقوبيان بإسرائيل، بعدما قامت دار نشر أمريكية تسمى " توفى" بطبعها بمساعدة دار نشر إسرائيلية تدعى "طبريا زامورا دفير"، مشيرة الصحيفة إلى أنه على الرغم من ذلك نفى الأسوانى عبر حسابه على تويتر صحة هذه الأخبار.
وقالت الصحيفة أن الأسوانى المعروف بمواقفه العدائية تجاه إسرائيل، اكتفى فقط بنفى إصدار أى نسخة عبرية لروايته "عمارة يعقوبيان"، فى حين أنه لم يشير من قريب أو من بعيد عزمه رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن خبر إصدار الرواية باللغة العبرية لقى صدى كبير لدى وسائل الإعلام المصرية ، وذكرت الصحيفة أن دنداروى الهوارى الكاتب الصحفى بصحيفة " اليوم السابع" وجه انتقادات للأسوانى بعد نشر الخبر.
وقالت الصحيفة أن " الهوارى" انتقد فى مقالته ترجمة الرواية حيث قال للأسوانى " لقد أصبح لك زبائن فى إسرائيل.. ويكفى أن يبشرك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى افيخاى ادرعى بصدور الرواية فى إسرائيل".
كل تلك الأمور دعت العديد من المحامين للقيام برفع عدد من البلاغات للنائب العام ضد الاسواني، أبرز تلك البلاغات كانت للدكتور سمير صبري المحامي الشهير بالنقض والدستورية العليا، والذي تقدم ببلاغ عاجل لنيابة أمن الدولة العليا ضد الكاتب علاء الأسوانى يتهمه فيه بالتطبيع مع إسرائيل، بعد ترجمة روايته عمارة يعقوبيان للعبرية.
وقال سمير صبرى فى دعواه: دعاة الوطنية والثورية والنخبوية ومن بينهم المدعو علاء الأسوانى الأديب وطبيب الأسنان الذى يدعى أنه ناشط سياسى وثورى ونصب نفسه وصياً على شعب مصر والمحتكر الحصرى لصكوك الوطنية يمنحها لمن يشاء وينزعها ممن يشاء .. علاء الأسواني ومن خلال ما دونه من إساءة بالغة للشعب المصري بكل فئاته فى روايته المسمومة ( عمارة يعقوبيان ) والتى تحولت إلى فيلم سينمائى قررت إحدى دور النشر المهمة فى إسرائيل ترجمتها وطرحها على الشعب الإسرائيلى.
وتابع: ما صرح به الأسوانى بنفسه بأنه لم يقم بالتصريح لدار النشر الإسرائيلية، بترجمة روايته يكذبه الواقع والقانون، ومن الثابت كذلك أن إسرائيل اختارت هذه الرواية لأنها تسىء إساءة بالغة لمصر، من خلال شخصيات الرواية التى تدور حول شذوذ ودعارة ومخدرات وفساد، وبذلك فقد أضحى الإسرائيليون يقرأون للأسوانى فى ظل مقاطعة المصريين لروايته وكتبه وكل ما يكتبه، بعد أن سقط من على وجهه قناع الوطنية الزائف الذى كان يرتديه.
واختتم سمير صبرى فى بلاغه، بالتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه علاء الأسوانى.