بعد الكشف عن حطام الطائرة المصرية المنكوبة التى تحطمت فوق البحر المتوسط ، فجراليوم الخميس وعلى متنها 66 شخصا بينهم 56 راكبا بالإضافة إلى 3 أفراد أمن و7 من أفراد طاقم الطائرة ، ثار سؤال حول القرى الأكثر تضررا من كوارث تحطم الطائرات فى مصر ، وتشير المعلومات المتوافرة حتى الآن عن الحادث أن أهالى قرية ميت بدر حلاوة ، التابعة لمركز سمنود بمحافظة الغربية ، فقدوا 4 من أبناء القرية كانوا على متن الطائرة التى تحطمت ، وهم: هيثم سمير ونجلته فرنسية الجنسية، وخالد نحلة، وخالد علام.
ويرصد "انفراد" الأسرة الأكثر تضرراَ من حوادث الطائرات على مستوى العالم، وهى أسرة "بن لادن" أثرى العائلات وأشهرها فى مجال المقاولات بالعالم العربى والإسلامى، ففى ٣ سبتمبر ١٩٦٧م، لقي “محمد بن لادن” عميد أسرة “بن لادن” مصرعه فى حادث تحطم طائرته بمحافظة عسير جنوبى السعودية، أثناء تفقده أحد الطرق السريعة التى تولتها شركته بين مدينتى أبها ونجران .
وفي ٢٩ مايو ١٩٨٨م لقى “سالم بن لادن” - الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن - حتفه فى حادث طائرة بولاية تكساس الأمريكية، عندما كان يقوم بعمليات استعراضيه بطائرة ذات مقعد واحد اسمها (Sprint)، إحدى طائرات شركة “ألامو – أرو”، وكان “سالم” فى ذلك الوقت “عميد” عائلة “بن لادن” والذى يدير شؤونها بعد مصرع والده.
وبتاريخ الأول من أغسطس 2015 لقى أربعة أشخاص من أسرة بن لادن مصرعهم فى تحطم طائرة فى جنوب إنجلترا، وكأن لعنة حوادث الطائرات تطارد “عائلة بن لادن”.
وقالت شرطة هامبشاير في بيان "نعرف أن ثلاثة من القتلى هم أخته غير الشقيقة وزوجها ووالدتها لكن الفحوص الرسمية للطب الشرعي لا تزال جارية"، وهم أخت بن لادن واسمها سناء محمد بن لادن وزوجها زهير هاشم وأمها .
وتعود رحلة صعود “محمد بن لادن” وأولاده وإمبراطورية “بن لادن فى عالم المال والنفط والسياسة، إلى قصة نزوح عميد الأسرة من اليمن إلى السعودية، ومن حياة البؤس إلى المال والبذخ، والعواصف التى واجهت العائلة، وتزاوج المال مع السلطة، وكيف نجح “محمد بن لادن” فى كسب ولاء الأسرة الحاكمة فى السعودية، التى عهدت إليه بالمشروعات الكبرى.
وكان “محمد بن لادن” قد اقتنى فى أواخر عام ١٩٦٦م، طائرة نفاثة، ليقطع المسافات لمتابعة أعماله، والطائرة من نوع “هوكر سيدلي” ثنائية المحرك، واشتراها بأكثر من مليون دولار فى ذلك الوقت، ليتمكن من السفر من السعودية إلى دبى والقدس حيث أعماله، واستطاع “محمد بن لادن” الحصول على طيارين لقيادة طائرته، من هؤلاء الطيار “جيرالد أورباغ” أحد أفراد القوات الجوية الأمريكية المحنكين، الذى كان يقود قاذفات القنابل “بي فورتى سفن B-٤٧″ لحساب قيادة القوات الجوية وهى القوات المسؤولة عن الاستطلاع والقصف النووى .
ولكن “جيرالد أورباغ” لم يستمر مع “محمد بن لادن” وعاد إلى وظيفته لأسباب مادية، وفي يونيو ١٩٦٧م جاء طيار أمريكي جديد “جيم هارينجتون” ليقود طائرة “محمد بن لادن”، ولم يكن لديه خبرة “جيرالد أورباغ” ولا حنكته ومعرفته بالصحراء والهبوط بالطائرة فيها، ووقع حادث تحطم الطائرة فى ٣ سبتمبر ١٩٦٧م ليذهب ضحيته “محمد بن لادن”.
أما مصرع “سالم بن لادن” الذي صار مسؤول عائلة “بن لادن” بعد مقتل عميدها فتختلف عن قصة مقتل والده، فقد كان “سالم” متهورًا ويعشق الطائرات ويقتنيها، ويغامر أثناء قيادتها، وكان يرعب من يصاحبه فى الطائرة بقيادته، وفى ٢٨ مايو ١٩٨٨م بعد حضوره حفل زفاف فى نادي الضباط “أوفيسيرز كلوب” بقاعدة “لاكلاند” للقوات الجوية بقاعدة “سان أنطونيو”، غادر هو ورفاقه لممارسة هوايته فى استعراضات السيارات والطائرات فى مطار “كيتى هوك” على بعد ٢٠ ميلا شمال شرق سان أنطونيو، ولكن “سالم” لقى حتفه إثر تحطم الطائرة التى يقودها فى مغامراته.