قبل خمسة وثمانين عامًا ولدت، عرفت طريق الأضواء والشهرة وهي طفلة صغيرة بالصدفة وعبر جمالها، لكنها استمرت متربعة على عرش التمثيل وخاصة الشاشة الفضية بفضل موهبتها.
ما بين "يوم سعيد" و"أرض الأحلام" عاشت حياتها، إنها سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، ولدت في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في مثل هذا اليوم السابع والعشرين من مايو عام 1931، والدها كان يعمل في وزارة التعليم حينئذ، أما بدايتها مع الفن فكانت محض صدفة حيث بدأت عندما أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم بعد فوزها بمسابقة أجمل طفلة في مصر، لعلمه أنه يبحث عن طفلة تمثيل دورًا صغيرًا أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" وكان ذلك عام 1940، فما كان من المخرج محمد كريم إلا أن أعجب بها، مما دفعه إلى إبرام عقد مع والدها للمشاركة في الفيلم وعدد من الأفلام الأخرى التي تبعته بعد ذلك.
أما الظهور الثانية لفاتن حمامة على الشاشة فكان من خلال فيلم "رصاصة في القلب" وهي المشاركة الثانية لها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب 1944.
ثم جاء فيلم الثالث بعنوان "دنيا" بعد عامين من فيلمها الثاني، وفي العام نفسه وقفت أمام عميد المسرح العربي يوسف وهبي لتجسد دور إبنه في "ملاك الرحمة" ثم توالي مشاركاتها السينمائية تباعًا.
قدمت سيدة الشاشة العربية العديد والعديد من الأفلام لعل أبرزها "أريد حلاً" عام 1975 حيث جسدت دور المرأه المعاصرة، التي تطالب القانون بمعاملتها ومساواتها بالرجل حينها وكان ذلك جديدًا على المجتمع المصري في ذلك الوقت.
حصيلة الأعمال السينمائية بلغت نحو أربعة وتسعين فيلماً، كان أولها فيلم "يوم سعيد" وآخرها "أرض الأحلام"، أما الدراما التلفزيونية فقد كان أبزرها مسلسل "ضمير أبلة حكمت" 1991 الذي لعبت فيه دور معلمة ترشد الطلاب للقيم التي يجب اتباعها, ثم وجه القمر عام 2000.
أبزر الانجازات
18 من أفلام فاتم حمامة تم اختيارها ضمن 150 فيلمًا من أفضل ما أنتجته السينما المصرية 1996 وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على بداية السينما في مصر، وفي عام 1999 نالت الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة، وبعدها بعام واحد أي عام 2000 تم منح سيدة الشاشة العربية جائزة نجمة القرن من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما نالت وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، ووسام الأرز من لبنان، ثم الجائزة الأولى للمرأة العربية 2001.
فاتن حمامة والسياسة
غادرت فاتن حمامة مصر في الفترة ما بين عامي 1966 و1971 بسب ضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت تتنقل خلال هذه الفترة ما بين بيروت ولندن، وكان السبب الذي أعلنته هو "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية"، حيث تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها التعاون معها بيد أنها امتنعت بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم الذي كان ضيفهم الدائم في السجون، ما أدى إلى منعها من السفر والمشاركة في المهرجانات، ولكنها استطاعت ترك البلاد خلال هذه الحقبة ولم تعد إلا بعد رحيل الرئيس جميال عبد ناصر.
حياتها الشخصية
فاتن حمامة تزوجت ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1947 وكان الزوج حينها المخرج عز الدين ذو الفقار حيث أنجبت منه انبتها نادية ثم انفصلا 1954، وخلال هذه الفترة أسسا سوياً شركة إنتاج سينمائي بدأ عملها بعد الانتهاء من تصوير فيلم "أبو زيد الهلالي" ومن أبرز أعمال الشركة، فيلم "موعد مع الحياة" والذي كان سببًا في تلقيبها باسم سيدة الشاشة العربية، حيث أطلقه النقاد عليها بعد هذا العمل. ثم كانت الزيجة الثانية عام 1955 إذ تزوجت من الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابنهما طارق، وما لبث أن تم الطلاق 1974، ثم تزوجت ثالثاً الطبيب محمد عبد الوهاب.
وفاتها
رحلت سيدة الشاشة فاتن حمامة يوم السبت الموافق السابع عشر من شهر يناير فقد وافتها المنيه 2015، بسبب أزمة قلبية تعرضت بعد وعكه صحية أصابتها، حيث تم نقلها إلى أحد مسشفيات في مدينة 6 أكتوبر، حيث لاقت ربها تاركة تراثًا وتاريخيًا فنيًا يخلد ذكراها على مدى الأيام.