الرجل الذى شهد له القاصى والدانى سواء المقربين منه أو المختلفين معه ، والذى تجمع حوله المصريون لينتظروا مشاهدة أحاديثه عقب صلاة الجمعة أسبوعيا ، وقبل أذان المغرب خلال شهر رمضان ليكون علامة من علامات الشهر الكريم، حتى وصل الأمر إلى أن يصفه بعض محبيه بإنه " لا رمضان دون سماع الشعراوى" .
اليوم ذكرى وفاة الشيخ "محمد متولى الشعراوى"، الشيخ الذى استطاع أن يقف أمام الرئيس الأسبق حسنى مبارك ويضع يده على كتفه ليُحذره من السقوط ، ونبه الإرهابيين من استهداف مصر مؤكداً أنها ستظل فى رباط إلى يوم الدين .
ويرصد "انفراد" عدد من المواقف التى تبين مدى ارتباط الإمام بكل من حوله، وعلاقته بهم وتشعبه فى كل نواحى الحياة .
تزوج الشيخ الشعراوى وهو فى الثانوية بناء على رغبة والده الذى اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامى وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.
الشعراوي يُرثي "جمال عبدالناصر"
رثى الشيخ الشعراوي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقال فيه: "قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير".
الشعراوى يأمر بفتح مسجد عُمر مكرم لجثمان "عبدالحليم حافظ"
بعد وفاة الفنان عبد الحليم حافظ بالخارج، كان من المقرر وصوله إلى المطار فجراً على أن يتم نقله إلى مستشفى المعادى ، ويُنقل فى الصباح إلى مسجد عُمر مكرم ، ولكن الشيخ الشعراوى طلب من وزير الأوقاف أن يتم فتح مسجد عُمر مكرم طوال الليل ليوضع فيه الجثمان ، ليُحمل إلى مثواه الأخير فى الـ 11 صباحاً.
الشعراوى يمزح مع أمير الشعراء
التقى الشيخ الشعراوى مع أمير الشعراء أحمد شوقى ، فقال الشيخ رحمه الله: "كنت فى سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقى الذى كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب.. فاصطحبني ومعى أصدقاء إليه فى عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك، فسألنى شوقي: ما الذى تحفظه عنى؟، فذكرت له ما أحفظ له من شعر، فسألنى : وما الذى أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟، فقلت له: لأن والدى كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك" .
الشعراوى يُحذر "مبارك" من السقوط قبل 19 عاما
حذر الشيخ الشعراوى فى كلمة قالها للرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد حادثة محاولة الاغتيال التى تعرض لها فى مدينة أديس أبابا فى أثيوبيا عام 1996، من السقوط، قائلاً: "إذا سلمت فكل الناس قد سلموا .. وإنى يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنيايا لأستقبل أجل الله فلن أختم حياتى بنفاق ولن أُبرز عنتريتى باجتراء ولكنى أقول كلمةً موجزةً للأمة كلها حكومة وحزباً ومعارضةً ورجالا، وشعبٌ آسف أن يقول سلبىّ .
وتابع: " أريد منهم أن يعلموا أن المُلك كله بيد الله يؤتيه من يشاء.. فلا تآمر لأخذه ولا كيد للوصول إليه، فالملك حين يُنزله الله قال يؤتى الملك من يشاء ، فلا تآمر على الله لملك، ولا كيد على الله لحكم ، لأنه لن يحكم أحدٌ فى ملك الله إلا بمراد الله فإن كان عادلاً فقد نفع بعدله ، وإن كان جائراً ظالماً بشّع الظلم وقبّحه فى نفوس كل الناس فيكرهون كل ظالم ولولم يكن حاكما".
واختتم بكلمته الشهيرة: "إذا كنت قدرنا فليُوفقك الله وإذا كنا قدرك فليُعنك الله على أن تتحمل" .
الشعراوى يتحدث عن الإرهابيين
تحدث الشعراوى أيضاً عما تمر به مصر من حرب ضد الإرهاب، فتداولت وسائل الإعلام مؤخراً كلمات لخطب وأحاديث للشيخ الشعراوى ، تحدث فيها عن الإرهاب موجهاً رسالة للإرهابيين، وقد أعيد نشر هذه المقاطع مرة أخرى بعد انتشار العمليات الإرهابية عقب ثورة 30يونيو، والتى جاء فيها: "من يقول عن مصر إنها أمة كافرة إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟ .
وأضاف : "ستظل مصر رغم أنف كل حاقد هنا أو خارج ، هنا مصر الكنانة .. مصر التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أهلها فى رباط إلى يوم القيامة.. مصر التى صدرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها صدرته حتى إلى البلد التى نزل فيها الإسلام هى التى صدرت لعلماء الدنيا علم الإسلام أنقول عنها ذلك؟!
وتابع الشعراوى : " ذلك هو تحقيق العلم فى أزهرها الشريف ، وأما دفاعا عن الإسلام فانظروا إلى التاريخ ، من الذى رد همجية التتار عنه؟ إنهـا مصــر من الذى رد هجوم الصليبين على الاسلام والمسلمين؟ إنهـا مصـر وستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد أو حاسد، أو مستغل أو مستَغلٍ مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو خارج هنا، إنها مصر ستظل دائما" .
"الشعراوى" ولحظة الاحتضار
وفي يوم 17 يونيو عام 1998 توفى "الشعراوى"، وبحسب ما روى أحد أبنائه، أنه كان على فراشه يحتضر، وابنه يلقنه الشهادة فيقول له : يا شيخ محمد قول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله .. فيقول الشيخ الشعراوى : أشهد أن لا إله إلا الله .. و يصمت .. فيقول له ابنه : قول الشهادة كاملة يا شيخ .. فيكررها ويطلب منه ابنه نفس الأمر، فيقول الشيخ الشعراوى : أشهد أن لا إله إلا الله .. ثم يلتفت بوجهه و يشير إلى الحائط بإصبعه وقال .. وأشهد أنك رسول الله .