لو كنت من سكان شارع فيصل ، أو المناطق القريبة منه ، أو المترددين عليه ، الذين تضطرهم الظروف لتسلك هذا الشارع صباحا أو مساء ، ستلاحظ فى وسط الطريق طفلا من أطفال الشوارع ، يبيع المناديل ، وعلى الجانب الآخر ستجد فتاة ، تمسح السيارة ، ستنظر إليهما على أنهما من أطفال الشوارع المخضرمين ، الذين ليس لهم سكن ولا مأوى سوى الكبارى ، والطرقات العامه ، ولكن الطفل "فيصل" يعتبر حالة خاصة جدا ، فهو مزيج من الطفولة والرجولة ، تتسم بعزة النفس وعدم الطمع والجشع الذى يصيب الكبار ، فما بالك بهذا الطفل الفقير ، فعبر مواقع التواصل الإجتماعى فيس بوك ، وجدت حكاية هذا الطفل الذى يدرس فى الصف الثانى الابتدائى ، بجوار عمله بمسح السيارات علاوة على تفوقه الدراسى صدى كبيرا .
حيث يروى العديد من المواطنين عبر حساباتهم على فيس بوك ، طريقة معاملة هذا الطفل لهم حيث يرفض فى أحيان كثيرة ، أخذ مبلغ أكثر من جنيه مقابل مسحه بأفضل طريقة لزجاج وإطارات السيارات، من جميع الجوانب و ليس لديه سوى ابتسامته العريضة التى تظهر اسنانه البيضاء الناصعة .
يروى الكاتب والسيناريست شريف أسعد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أنه أراد أن يعطى الطفل خمس جنيهات مقابل مسحه لسيارته ، فرفض الطفل أخذها ، فأبدى "شريف أسعد" سعادته الغامرة من نموذج الطفل، فيصل متسائلا " أيه القوة اللى تخلى طفل فى السن ده يبقى عنده الحماس ده ؟... وأيه اللى يفرقه عن باقى أطفال الشوارع ؟
أيه الفكر والأدب والثبات الانفعالى اللى شفته فى وش وطريقة طفل ، واقف وسط الشارع بالهدوم دى عشان يلم جنيه من كل عربية" وتابع "فيصل ده من طريقته ممكن قوى يبقى وزير أو مدير كبير لو حد اهتم بيه... حقيقى خامة كويسة.. والخامات الكويسة مالية أرض مصر ، ومش ناقصها غير التعليم والعدالة الاجتماعية اللى تديهم الفرصة يبقوا زى ما بنحلم للبلد دى " وأصر فى النهاية على التقاط صورة سيلفى مع الطفل .