جدل واسع فى الشارع المصرى حول الدراما الرمضانية هذا العام نتيجة لما تحتويه من مشاهد بلطجة وعنف وإسفاف، تُقدم للمشاهدين على مختلف أعمارهم، ومنهم الكثيريين الذين يقومون بتقليد بعض المشاهد دون وعى وإدراك أنها مشاهد تمثيل فقط ، وتجسيدها على ارض الواقع من الممكن أن يتسبب فى كارثه مجتمعيه ، ولأن مجلس النواب هو المعنى بمشاكل المواطنين عموما ، فقد طرح موقع "انفراد" هذه القضية على أعضاء المجلس والذين أكدوا أن الدراما هذا العام مؤسفة ، ولاتعبر عن الواقع المجتمعى، وتجسد المجتمع المصرى فى صورة بلطجى و امرأة ساقطة ، ولذلك سيقومون بخطوة إيجابية لحل هذه الأزمة وإبعاد الخطر عن الشباب، مؤكدين حرصهم على تشريع قانون يعمل على انضباط المحتوى الإعلامى الذى يقدم للجمهور والذى يعرض على شاشات التليفزيون فى الأعوام المقبلة.
الدراما تجسد المجتمع المصرى فى صورة بلطجى و امرأة ساقطة
من ناحيته ، قال النائب أحمد محمد نشأت ، عضو مجلس النواب عن دائرة قسم أول وثانى مركز سوهاج، أن الدراما هذا العام مؤسفه ولاتعبر عن واقع المجتمع المصرى تماما، لكنها بالعكس تقوم بتصدير صورة للمجتمع على أنه غير متماسك، وتجسده فى صورة بلطجى أوامرأة ساقطة.
وأضاف نائب حزب المصريين الأحرار فى تصريح خاص لـ"انفراد": أن معظم الدراما الرمضانية تظهر الشعب المصرى مابين سكان الكمباوند والثراء الفاحش، أو ساكنى العشوائيات والبلطجة ، وهو وضع منافى للواقع المجتمعى الذى نعيش فيه، فالمجتمع المصرى ليس هو المتواجد داخل الدراما الرمضانية، ولا يشبه بلطجة الأسطورة ولا المرأة الساقطة.
وأكد "نشأت" أن : هناك انفصال بين التأليف والدراما وبين الواقع المجتمعى، الذى يؤثر على الشباب بشكل سلبى ، ويحاولون تقليده فى كل شئ مثل ماحدث مؤخرا مع مسلسل الأسطورة للمثل محمد رمضان، والذى تغلب على عقول معظم الشباب المصرى، واصبحوا يقلدونه فى أشياء كثيرة مثل قصات الشعر والتى شيرتات المطبوع عليها صورته وأطلق العديد من الشباب على نفسه لقب الأسطورة.
وأوضح نائب حزب المصريين الأحرار أن البرلمان ليس له سلطه على تقنين وضع الدراما التليفزيونية والحد من انحدارها، لكن يجب أن تكون هناك رقابة على المادة التى تقدم للجمهور عبرالدراما االتليفزيونية، وذلك من خلال غرفة صناعة الاعلام.
وتابع: هناك قانون يتم إصداره من البرلمان خاص بالإعلام، وسيتم مناقشته بعد عيد الفطر ، وسأطالب من خلاله بالحد من تلك الأعمال التى لاتمثل المجتمع المصرى، وأن يتضمن القانون مواد تعمل على انضباط المحتوى الإعلامى الذى يقدم للجمهور والذى يعرض على شاشات التليفزيون، لمخاطبة جميع المواطنين بمختلف أعمارهم وفئاتهم.
وأضاف عضو مجلس النواب : الدراما الرمضانية هذا العام بشكل عام وليس مسلسل الأسطورة فقط، لاتعبر عن واقع المجتمع وتصيب المشاهد بالاحباط، وخاصة محدودى الدخل الذين يرون الأثرياء عبر هذه المسلسلات ويشعرون بأنهم فى دولة داخل الدولة وليس فى مصر، والنموذج الآخر هو البلطجى الذى يوجه الشباب ويصيبهم بنوع من العدوانية والعدائية ويصور البلطجى بأنه إنسان ناجح ولديه أموال طائلة وهذا هو الخطأ والخطر بعينه.
تكرار الأعمال الدرامية الهابطه سيقضى على مقولة دولة القانون
من جانبه قال النائب أشرف عزيز، عضو مجلس النواب بمحافظة الفيوم عن حزب الوفد، فى تصريح خاص لـ"انفراد": أى عمل فنى لابد وأن يعرض على الرقابة قبل عرضه على الجمهور، لمراعاة معايير الانضباط فى المحتوى الذى يقدم و يخاطب الجمهور، بكل فئاته العمرية، لكن ماهو دور الرقابه؟
وهل التقصير من أساليب وقوانين الرقابه ومعاييرها؟
أم أن التقصير شخصى من القائمين على عملية الرقابة؟
وماهى معايير الحكم على العمل الفنى بالمنع أو بالإجازه؟ وهل يكفى دور الرقابة لتحصين أبنائنا من شرور الفن الهابط؟ كل هذه الأسئلة لابد وأن نجد إجابة صريحة وواضحه عليها فى القوانين التى يتم تشريعها ، وتابع: "ياما فى الكتب قوانين..المهم تطبيقها".
وأضاف نائب حزب الوفد لـ"انفراد": كفانا عنف يا منتجى مصر ، الشباب يقوم بتقليد الفنانين ويقتدون بهم ، ويقومون بتمثيل نفس أدوارهم ومشاهد العنف والبلطجة "وخرق القانون" على أرض الواقع، ولو تكررت مثل هذه المهاترات فى الأعوام القادمة فى مواسم الدراما الرمضانية، ستتضاعف مشاهد العنف ليصبح العنف أهم أساليب التعامل بين المواطنين وتتضاءل مقولة دولة القانون مع كل عمل فنى هابط حتى تتلاشى شيئا فشيئا.
ارحموا الناس من خطر الدراما
بدوره قال النائب على عبد الونيس، عضو مجلس النواب عن دائرة دار السلام، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن الدراما التليفزيونية هذا العام تمثل خطر كبير على أولادنا، من خلال المحتوى الهابط الذى يقدم من خلالها ويعرض على شاشات التليفزيون داخل كل بيت مصرى، ويقوم بتقليده الشباب مثل واقعة إجبار شاب على ارتداء قميص نوم بعد مشادة بينه وبين آخرين فى الفيوم، تشبها بمسلسل الأسطورة الذى يقوم ببطولته الممثل محمد رمضان.
واضاف "عبد الونيس" لـ"انفراد"، أن خطر الدراما التليفزيونية الرمضانية يزيد أكثر فأكثر عاما بعد عام ، والمسلسلات الهابطة أصبحت الآن تقوم بتربية أولادنا والتحكم فيهم "غصب عنا" وأكثر مننا، والمحتوى الذى يقدم غير أمين على مستقبلهم، خاصة أنهم يقومون بتقليده تقليدا أعمى، وتابع: وصلنا الآن لمرحلة المهزلة الأخلاقية وأصبحت تجارة وجمع أموال فقط ، لذلك لابد من وجود تشريعات جديدة تحد وتحكم المحتوى الذى يقدم عبر شاشة التليفزيون، وتضع أسس صحيحه.
وأكد نائب دائرة السلام، أنه سيتقدم بطلب للمجلس عقب انتهاء اجازة عيد الفطر، لوقف تلك المهاترات والمهازل الذى تعرض علينا كل عام فى شهر رمضان وتسمى مسلسلات، لأن قانون الإعلام الذى يناقشه مجلس النواب بعد أجازة العيد لايذكر شيئا عن الانضباط فى المحتوى المقدم من خلال هذه المسلسلات، وتابع موجها كلامه لمنتجى الدراما: "ارحموا الناس وأولادهم..ارحمونا يرحمكم الله الجيل ينهار..إحنا مصريين.. كل ده مقابل حفنة من المال"، لابد أن يكون هناك قانون حاكم لمثل هذه الأمور وإلا سنفاجأ بعد كام سنة أن التليفزيون هو الذى يشرع القوانين بالبلطجة والانتقام، وواقعة الفيوم خير دليل على ذلك، لسنا فى غابه لنأخذ حقووقنا بأيدينا.