فور الاعلان عن قيام مجموعة من داخل الجيش التركى محاولة الاطاحة بالحكومة والاستيلاء على الحكم وعلى الرغم من فشلها بحسب ما اكدته القيادة التركية إلا أن الأحداث ألقت بظلالها على الاقتصاد التركى الذى تأثر بنسب متفاوتة وظهر التأثير الأكبر على النشاط السياحى الذى تكبد خسائر كبيرة فى الفترة الماضية من جراء استهداف 3 انتحارين للمطار الدولي الأكبر في تركيا والأكثر ازدحاما في أوروبا مخلفين 36 قتيلا ونحو 150 جريحا ليفقد بذلك اى بصيص للأمل او حدوث انفراجة قادمة وذلك تخوفا من حدوث محاولات اخرى للانقلاب وارتباك الوضع السياسى الداخلى لتركيا فى الوقت الحالى .
وبسبب أحداث أمس شهدت عملة تركيا أشد هبوط لها في شهرين، إذ انتاب الذعر المستثمرون لدى سماعهم أخبار انقلاب عسكري في البلاد وأوضحت تقارير صحفية أن الليرة هبطت بمقدار 8ر3 نقطة أساس إلى 9901ر2 أمام الدولار وذلك بعد تخوف المستثمرين من نتائج احداث الانقلاب.
وقالت جريدة "ديلي تلجراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني إن الأتراك تدفقوا على أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك ، في محاولة لسحب أكبر كميات ممكنة من السيولة النقدية ، ونشرت صورة منقولة عن أحد المغردين على "تويتر" ويظهر فيها طوابير طويلة على أجهزة الصراف الآلي، حيث يتدافع الأتراك للحصول على سيولة نقدية خوفا من تدهور الأوضاع في بلادهم.
وتأتي الاحداث فى ذروة موسم العطلات الصيفية في تركيا، التي يعتبر القطاع السياحي فيها أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، كما تعتبر السياحة في تركيا المصدر الرئيسي لتدفق العملات الأجنبية إليها، وهو ما يعني أن الموسم السياحي للعام الحالي بات مهددا بالانهيار، خاصة وأن محاولة الانقلاب تأتي بعد فترة وجيزة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول، والتي يتوقع أنها شكلت ضربة هي الأخرى للسياحة في البلاد.