الواقع والحقيقة يؤكدان أن المجتمعات العربية والإسلامية عادة ما تساهم بعض العبارات والمصطلحات والأمثال الموروثة فى عملية تربية النشئ، وبرزت العديد من الكتب التى شكلت وعى المجتمعات العربية والإسلامية للرد على أى موقف بكلمات بسيطة، إلا أنها فى ذات الوقت تكون أكثر تعبيراَ فى عملية إيصال الرسالة والتواصل المجتمعى .
ولكن ظهر فى مجتماعتنا العربية والإسلامية خلال الفترة الماضية، وخاصة فى حقبة حكم جماعة الإخوان لمصر، عدد من الشخصيات التى خرجت لنا ببعض المصطلحات والأمثلة التى صارت منهجاَ يرددها الشارع المصرى فى كل ما يعبر عن ما يسمى بـ"الشمال" .
عادت تلك الشخصيات الى الشارع المصرى مرة بعد أخرى بعدما قضى البعض منها الأحكام القضائية التى صدرت ضده، ومنهم من أخلى سبيله بتدابير إحترازية تتمثل فى عدم مغادة المنزل، إلا أن البعض ظل هارباَ من أحكام صادر ضده بالحبس .
عبدالله بدر صاحب مقولة "كم رجل اعتلاك"
أول تلك الشخصيات، الشيخ عبد الله بدر، صاحب مقولة، "كم رجل اعتلاك"، الذى أخلى سبيله بتاريخ 7 يناير 2016 بعد القبض عليه، فى الأول من مايو 2013، لتنفيذ الحكم الصادر بحبسه سنة، فى اتهامه بسب وقذف الفنانة إلهام شاهين والذى حصل فيه على البراءة من محكمة النقض، وانتهاء مدة عقوبته فى اتهامه بالتحريض على العنف فى أحداث الاتحادية.
و قضى "بدر" فى السجن منذ القبض عليه فى الأول من مايو 2013، وحتى اليوم سنتين و8 شهور، رغم أن لائحة السجون فى مثل هذه التهم تعتبر السنة 9 شهور فقط إلا إنه قضى السنة كاملة 12 شهراَ، موضحاَ :لو تم تطبيق القانون لأفرج عنه منذ نحو 7 شهور.
وينتظر "بدر" تحديد محكمة النقض لموعد جلسات 3 طعون تقدم بها لإلغاء الأحكام الصادرة ضده وهى الحبس سنه بتهمة بنشر أخبار كاذبة، والحبس شهرين بتهمة إهانة القضاء، والحبس سنه بتهمة التحريض على العنف فى أحداث الاتحادية والتى قضى فيها العقوبة " .
محمود شعبان صاحب مقولة "هاتولى راجل"
ومن ضمن تلك الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان، الداعية السلفى محمود شعبان، صاحب مقولة "هاتولى راجل"، التى أصبحت كلمة يرددها الشباب المصرى بغرض السخرية، وذاع صيتها فى الشارع المصرى حتى وصل الأمر الى إنتاج أحد الأفلام المصرية التى تحمل هذا الإسم .
وقررت محكمة جنايات جنوب القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، أمس إخلاء سبيل الداعية السلفى محمود شعبان الأستاذ المساعد بقسم البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، و13 آخرين من أعضاء الجبهة السلفية، فى اتهامهم بالتحريض على العنف.
و قال أحمد أسامة، عضو الهيئة القانونية للدفاع عن الجبهة السلفية، أن قرار إخلاء سبيل كل من الداعية السلفى محمود شعبان الأستاذ المساعد بقسم البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، و13 آخرين من أعضاء الجبهة السلفية، سيكون بتدابير احترازية وهى عدم مبارحة المنزل ومتابعة قسم الشرطة يومياً لمدة 45 يوم.
الإخوانى صلاح عبد المقصود صاحب مقولة "تعالى وأنا أقولك"
ومن أبرز تلك الشخصيات الإخوانية التى أفسدت على المصريين المصطلحات والأمثال التى تربوا عليها، هو وزير الإعلام الأسبق الهارب بتركيا، صلاح عبدالمقصود، حينما ردد جملة تحمل إيحاءات جنسية ، وألفاظ خارجة ، تعبر عن المخزون الجنسي لدى العقل الباطن، حيث قال لمذيعة قناة دبي، أثناء حوار صحفى على الهواء : ياريت أسئلتك متكونش سخنة زيك ,فردت المذيعة قائلة أسئلتى هى اللى سخنة ,أنا باردة .
وفى تصريح أخر، خرج على الملأ فى مؤتمر توزيع جوائر مصطفى وعلى أمين للصحفية ندى محمد : تعالى وانا اقولك فين بعدما سألته : فين حرية الصحافة يافندم، والصحفيين بيموتوا ويتصابوا فى كل حتة، مما أثار سخرية وإستياء من الصحفيين والشحصيات العامة بسبب تكرار الوزير لما وصفوه بإستخدام الإيحاءات الجنسية فى حديثه.
وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن أحمد حسانين، قضت بمعاقبة وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود (هارب) ورئيس قطاع الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتلفزيون عمرو عبد الغفار الخفيف (محبوس احتياطيا) بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات لكل منهما، لإدانتهما بالإضرار بالمال العام بما قيمته 48 مليون جنيه، جراء سماحهما بتواجد سيارات البث الفضائي المباشر التابعة للتلفزيون المصري، في محيط الاعتصام المسلح لتنظيم الإخوان بمنطقة رابعة العدوية، على نحو تسبب في الاستيلاء عليها وإتلافها من قبل معتصمي رابعة.