رجح المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية فشل دعوة تنظيم مظاهرة لأقباط المهجر امام البيت الأبيض فى الثالث من اغسطس القادم،على خلفية بعض الصدامات التى حدثت مؤخرا بين مسلمين وأقباط فى ألمانيا وبنى سويف ،مشيرا الى ان الدعوة لن تلقى قبولا كبيرا على مستوى منظمات أقباط المهجر المتواجدة في نفس دولة مكان التظاهر، أو في دول أخرى أوروبية وغربية.
وأرجع المركز، فى دراسة له صادره اليوم ، رأيه السابق إلى عدة عوامل، اولها ان النشطاء في المنظمات القبطية الذين يتبنون قضية الأقباط بصورة مباشرة أو تصادمية هم العدد الأقل من أقباط المهجر، حيث صار معظمهم بعد 30 يونيو يعتمدون على الأسلوب غير المباشر في التناول، وذلك بطرح الموضوع في إطار قضية حقوق الإنسان.
وثانيها عدم التجانس والتعدد في مواقف أقباط المهجر من قضايا الأقباط في الداخل المصري في الوقت الراهن، فهم يضمون خليطًا من اتجاهات سياسية تحوي في بعض جوانبها خطابًا معتدلا، وفي جوانب أخرى خطابًا أكثر تشددًا لرؤيتهم لإيجاد حلول لبعض المشاكل المتكررة بين مسلمين وأقباط في بعض المناطق الجغرافية.
وثالث العوامل التى رأى المركز الاقليمى أنه يؤدى الى فشل تظاهرة أقباط المهجر هو غياب التنسيق بين قيادات منظمات أقباط المهجر المنتشرة في العديد من الدول، والتي يقترب عددها من 15 منظمة متواجدة في أمريكا وكندا وأستراليا والنمسا وهولندا والسويد، إلى جانب الخلافات الفكرية بين قادة تلك المنظمات حول الموقف من الدولة المصرية بعد 30 يونيو.
أما على المستوى الداخلي، فمن المنتظر أن يكون التأثير محدودًا نظرًا لاختلاف الظروف والسياقات عما قبل 30 يونيو، فقد انتهى حكم الإخوان، وضعف تأثير التيار السلفي في الشارع المصري، وبالتالي غابت عوامل تأجيج الصراع، خاصة في إطار العلاقة القوية بين الدولة والكنيسة في الوقت الراهن.
ولفت المركز الاقليمى إلى أن دعوة مجدي خليل للتظاهر أمام البيت الأبيض قوبلت بالرفض رسميا من الكنيسة، كما أن بعض الاتحادات والمنظمات القبطية أعربت عن رفضها القاطع للدعوة، حيث قال البابا تواضروس إنه "أرسل للكنائس بأمريكا بعدم القيام بأي تظاهرات"، ورفض الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص المكلف من قبل البابا بمتابعة العنف الديني بالمنيا، فكرة التصعيد من أقباط المهجر دوليًّا، حيث قال إن "الكنيسة المصرية لا تُفضل ذلك التدخل والتصعيد"، كما اشارت الدراسة التى أعدها برنامج الدراسات المصرية بالمركز الاقليمى الى العديد من المواقف غير الرسمية بالداخل والتى تشير كلها الى ان دعوة التظاهر لن تجد قبولا كبيرا.