كشف المركز الإعلامي لمدينة مغاغة عن إستيلاء عدد من المواطنين بعزبة الصعايدة التابعة لمركز مغاغة، شمال محافظة المنيا، على مساحة 5 أفدنة تقريبًا من مساحة نهر النيل الملاصق للأرض الزراعية التابعة لهم، وذلك بردم هذه المساحة من النهر بمخلفات المباني، وتجريف الأرض الزراعية الواقعة تحت حيازتهم لتغطية المخلفات بطبقة من التربة الطينية لزراعتها، على الوضع الموضح بالصور.
ولم يكتفوا بالتعدي على النهر فحسب وإنما قاموا بإلغاء المعدية الخاصة بأهالي قرية أولاد الشيخ بشرق النيل، وإغلاق الطريق المؤدي إليها من مدينة مغاغة، مما شكل صعوبة على أهالي أولاد الشيخ لا سيما الموظفين والطلاب اللذين كانوا يستفيدون من المعدية، حيث تم نقلها بسبب سيطرة أهالي عزبة الصعايدة على مقرها القديم إلى معدية شارونة الموجودة بالساحل الغربي لمغاغة، مما أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين.
وأشارت المستندات التي حصل المركز الإعلامي على نسخة منها عن صدور قرارين إزالة من وزارة الموارد المائية والري، يحمل أحدهما رقم (477) لسنة 2008م، والآخر رقم (137) لسنة 2010م، طالب خلالهما مدير عام الإدارة العامة لتطوير وحماية النيل بمحافظة المنيا بإزالة التعديات الواقعة على ساحل النيل الغربي عزبة الصعايدة مركز مغاغة، مشيرًا إلى أن التعدي عبارة عن (قطع تراب والردم بناتج القطع داخل المجرى المائي بمكعب وقدره 15×10×0.50 م3)، وذلك وفق محضر المخالفة المحرر برقم 564 لسنة 2008م باسم (ي ح د) وإخوته.
وأكد قرار الإزالة تحميل تكاليف رد الشيء لأصله بالطريق الإداري من المخالفين الذين تحرر المحضر ضدهم، تنفيذًا لأحكام القانون رقم 308 لسنة 1955م، بشأن الحجز الإداري وما تنص عليه المادة 98 من قانون الري والصرف رقم 12 لسنة 1984م.
أما قرار الإزالة رقم 137 لسنة 2010م فقد أمر بإزالة التعديات الواقعة على ساحل النيل الغربي بناحية عزبة الصعايدة مركز مغاغة (بر غربي) عند الكيلو 757.500، لافتًا إلى أن التعدي عبارة عن أعمال حفر والردم بناتج الحفر على أرض طرح النهر مقابل الأرض الزراعية بأبعاد 40م×8م عرض×1م عمق، والتي تحرر بشأنها محضر المخالفة رقم 40 لسنة 2010م، باسم (م م د س)، مع تحصيل تكاليف رد الشيء لأصله بالطريق الإداري وفقًا للقانون، ولم يتم تنفيذ أي من القرارين حتى الآن .
وأكد أهالي المنطقة وقرية اولاد الشيخ المتضررين أن التعديات المذكورة أدت إلى التعدي على الطريق الرئيسي الواصل بين الطريق العمومي لمدينة مغاغة ومحطة المياه والمرسى الرئيسي لقريتهم، حيث وصل عرض الطريق بعد التعديات إلى 6 م بعد أن كان عرضه الحقيقي وفقًا لخرائط هيئة المساحة بالمنيا والوحدة المحلية بمغاغة 16م.
وأوضحت المستندات أن الوحدة المحلية لقرية ميانة التي تتبع لها المعدية أرسلت خطابًا لرئيس مجلس مدينة مغاغة أوضحت فيه أن الخريطة المساحية لسنة 1988م تبين أن الموقع الذي تم التعدي عليه هو الخط الملاحي للمعدية (أولا الشيخ شرق – عزبة الصعايدة غرب) والعكس.
بالإضافة إلى خطاب آخر للوحدة المحلية لقرية ميانة بتاريخ 3 أبريل 2011م تؤكد فيه لرئيس مجلس مدينة مغاغة أنه لا مانع لديها من تغيير المرسى الغربي إلى مرسى عزبة الصعايدة بجوار محطة المياه رحمةً بأهالي قرية أولاد الشيخ –حسب نص الخطاب.
وعلم المركز الإعلامي للمدينة من مصادره أن القيادات المحلية حاولت قبل ذلك فتح الطريق وتنفيذ قرارات الإزالة لكنهم فشلوا بسبب تعدي عدد من أهالي عزبة الصعايدة عليهم وتحرر بالواقعة محضر رقم 3525 لسنة 2011م، مما دفع القيادات المحلية التي رفضت ذكر اسمها بالتحجج بصعوبة فتح الطريق مرة أخرى لدواعي أمنية –على حد قولهم.
الجدير بالذكر أن المستندات أكدت موافقة اللواء سراج الدين الروبي على فتح الطريق عام 2011م، ثم الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا عام 2013م، ثم المحافظ الثالث بعد ثورة يناير اللواء صلاح زيادة والذي خاطب اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا الأسبق بالتنسيق مع مجلس مدينة مغاغة لاتخاذ اللازم وإزالة التعديات، ولكن دون جدوى، بالإضافة إلى تأشيرة العقيد عز الدين حسين علي، القائد العسكري لمحافظة المنيا، في 5 يونية 2011م، بضرورة إزالة التعديات وفتح الطريق.
من ناحيته طالب الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير المركز الإعلامي لأهالي مدينة مغاغة، الجهات المعنية بسرعة تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة من الإدارة العامة لتطوير وحماية النيل بمحافظة المنيا، وإثبات قوة الدولة في مواجهة المخالفين، مناشدًا الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، والدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، والدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، بسرعة التدخل لإنقاذ البر الغربي من نهر النيل بعزبة الصعايدة بمدينة مغاغة من الضياع