تحل اليوم الذكر الـ48 لرحيل الملك فاروق الأول ملك مصر السابق، والذى وافته المنية فى مطعم إيل دى فرانس فى العاصمة الإيطالية روما أثناء تناوله وجبة العشاء الأخيرة، وكانت كالات نشرت الأنباء التي تناقلت خبر وفاة الملك فاروق، حيث أوضحت وكالات الانباء أن فاروق كان يجلس على منضدة مخصصة له في ليلة وفاته وبصحبته فتاة إيطالية اسمها آنا ماريا جانى .
ويروى رواد المطعم أنه انكب مغشيا عليه على المنضدة فجأة بعد أن شعر بضيق في التنفس أدي إلى احمرار حيث وضع يده فى حلقه، بعد أن تناول وجبة دستة من المحار وكمية من الجمبرى وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة، حيث تم استدعاء الإسعاف التي نقلته سريعا إلى مستشفى سان كاميلو أقرب مستشفى إلى المطعم .
حاول الطبيب الذى رافقه في سيارة الإسعاف إنقاذه قلبه بالحقن و الأوكسجين إلا أن الملك فاروق توفى داخل السيارة قبل وصوله إلى المستشفى، فيما أشار تقرير الأطباء الإيطاليين أن رجلًا بدينًا مثل الملك فاروق يعاني من ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام .
بعد فترة من وفاة الملك فاروق قيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين المدسوس فى عصير الجوافة على يد رجل المخابرات المصرى إبراهيم البغدادي، والذي كان يعمل جرسونا بنفس المطعم في ليلة وفاة الملك فاروق، كما طلبت جهات التحقيق تشريح جثة الملك فاروق لمعرفة أسباب الوفاة إلا أن أسرة الملك رفضت تشريح الجثة ووافقت على الرأي الذى رجح وفاته بالتخمة .
وطلبت أسرة الملك فاروق أن يتم تنفيذ وصيته بأن يدفن في مسجد الرفاعى بالقاهرة إلى جوار أبيه وجده إلا أن السلطات المصرية لم توافق على هذا الطلب في البداية، حيث تجمعت أسرة الملك من الشتات، فجاء أولاده من سويسرا، بينما وجاءت أمه وأخته فائقة من أمريكا، بالإضافة الملكتين السابقتين فريدة وناريمان .
عرض الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود على أسرة الملك فاروق أن يدفن في الأراضى السعودية إن لم توافق الحكومة المصرية على دفنه بالقاهرة، واستغرق الأمر نحو أسبوع حتى نجحت مساعى الوساطة الشخصية التي قام بها الملك فيصل مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذى وافق على دفن الملك فاروق في القاهرة، ولحيث اشترط عبد الناصر ألا يدفن فاروق فى مسجد الرفاعي .
جاء في صيغة الموافقة "أن السلطات المسئولة فى الجمهورية العربية المتحدة وافقت على طلب تقدمت به أسرة فاروق ملك مصر السابق لكى يدفن فى مصر، وأن هذه الموافقة قد صدرت تعبيرا عن سماحة الشعب فى الجمهورية العربية المتحدة ورحابة نظرتها الإنسانية، حيث أن أرض مصر التى ضاقت بفاروق ورفضته ملكا تتسع له أمام خالقهم الذى يملك وحده بعد الموت حساب خطاياهم، وقد أخطرت سفارة الجمهورية العربية المتحدة فى روما لإصدار التصاريح اللازمة لنقل جثة فاروق" .
على الفور سافرت الأميرة فوزية وزوجها العقيد إسماعيل شيرين آخر وزراء الحربية في عهد الملك فاروق إلى روما لإحضار الجثمان، وفى 31 مارس 1965 وصل الجثمان ليلا وتم دفنه فى مقبرة إبراهيم باشا بالإمام الشافعى فى تكتم شديد .
بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سمح الرئيس محمد أنور السادات سمح بدفنه في مسجد الرفاعي حيث تم نقل رفاته ليلًا تحت الحراسة الأمنية إلى المقبرة الملكية بالمسجد في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل .
الملك فاروق , الذكرى 48 , العاصمة الايطالية , مسجد الرفاعى , الملك فيصل , العائلة الملكية