حصل "انفراد" على فيديو الزيارة التى قام بها الأنبا أرميا لرهبان دير وادى الريان أمس ، لمحاولة الوصول لحل للأزمة ، لكن الرهبان لم يسمحوا له بدخول الدير كما رفضوا لقائه قبل أن يتم إطلاق سراح الراهب بولس ، بعد أن صدر قرار نيابة أبشواى بتجديد حبس الراهب بولس الريانى 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامه بحرق لودر المقاولين العرب والتعدى على الموظفين.
ويوضح الفيديو الحوار الذى دار بين الأنبا أرميا و احد الرهبان وعدد من العاملين به أمام بوابة الدير، حيث قالوا له إحنا مش هنتفاوض قبل ما يتم الإفراج عن الراهب بولس ، ما تساوموناش عليه مش هنقبل وهنموت شهدا ".
و رد الأنبا أرميا :" أنا جيت عشان خاطر الجلابية دى الرهبانية اللى أنتم لابسينها"، فرد الراهب ومن معه:"حرام سيبوا الراهب بولس ده كبير وما يستحملش".
الأنبا أرميا:" أنتم مسئولين منى وجاى عشان أحل الازمة عشان أنا عارف اللى هيحصل "، فرد الراهب:"إحنا مش بنتساوم"، فقال الأنبا أرميا:"أنا برئ منكم خلاص".
من جهة أخرى وجه الأب "اليشع" المقارى رئيس دير الأنبا مكاريوس "وادي الريان" رسالة لرهبان الدير من مقر إقامته فى ألمانيا حيث إنه فى رحلة علاجية منذ عدة أشهر، بالالتزام بالهدوء وقبول الوضع بشكر، حتى لا يدخلوا في مشاكل الدير، ونصحهم بالخضوع لقرار الدولة والكنيسة والبابا تواضروس، والسماح بشق الطريق.
كما أشار الأب أليشع إلى أن الطريق لن يضرهم فى شئ وحياتهم سوف تستمر كما هى، حيث إنه سيبتعد عن المزارع وأعين المياه، مؤكدا ان هذا الوضع سيكون أفضل لهم حيث سيتم تقنين وضع الدير والتنازل عن كل القضايا المرفوعة ضده.
وفى أول رد لهم على هذا الفيديو أكد الراهب أيسوس الريانى أن هذا لن يغير موقفهم خاصة أنهم على ثقة بأن الأب اليشع تعرض لضغوط من الكنيسة ليجبر الرهبان على التخلى عن موقفهم، واكد الرهبان أنهم مستعدون للاستشهاد.
كان اتفاق قد جرى مؤخرا بين الأنبا إرميا، الأسقف العام، ورجل الأعمال عدلى أيوب، مع المهندس إبراهيم محلب، على الموافقة على شق طريق الضبعة بالدير ، وحاولت الكنيسة التفاوض مع الرهبان على ضرورة الموافقة على الطريق، لأنه لا يوجد بديل سوى شق الدير مع الحفاظ على ممتلكات الرهبان، وعيون المياه، وحماية باقى الأراضى المتبقية بسور، وشق نفق تحت الطريق، يربط أجزاء الدير ببعضها البعض، والحفاظ على المزرعة الداخلية بالدير مع وعد كنسى بتقنين وضع الدير بدايةً للاعتراف به بعد انتهاء شق الطريق.
قال الأنبا إرميا الأسقف العام، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي الأرثوذوكسي، فى تعليقه على أزمة "الريان" إنه لا يوجد ملكية للكنيسة بمنطقة النزاع - دير وادى الريان-، وبالتالي هذه الأرض تؤول ملكيتها إلي الدولة، مطالباً المواطنين بالتكاتف من أجل إعلاء مصلحة الوطن، قائلاً: "إن ما تقوم به الكنيسة من أجل مجموعة الريان يفوق الوصف".
وأضاف "إرميا" أنه عندما تنقطع الحياة الرهبانية فى مكان وينقطع منه الوجود، فالمنطقة تؤول للدولة، وهذا الأمر حدث فى الدير الأثري دير مارمينا، وقتما انقطعت به الحياة الرهبانية آلت ملكية الأرض للدولة، وعندما ارادت الكنيسة بناء دير مارمينا جديد تملكت أرضا أخرى لبنائه.
وتابع أن فى مثل هذه الأمور، يتم تقنين الوضع أولا من خلال الدولة ثم من خلال الكنيسة التى بدورها تعترف به ديرا رسميا من عدمه، مشيراً إلي أن الكنيسة حافظت على كل ما تم بناؤه وكل عين بالمنطقة، وتم ذلك برضاء كامل من الدولة،وأنه تم الاتفاق مع رجل الأعمال عدلي أيوب، بأنه سيقوم ببناء سور الدير على نفقته الخاصة.
وقد صرح الأنبا إرميا قائلاً منذ حوالى 7 شهور اجتمعت مع المهندس إبراهيم محلب ورهبان الدير الذين أبدوا رغبتهم فى ضم عيون المياه داخل سور الدير وفعلاً تم الاستجابة لطلبهم وتم تغيير مسار الطريق بحيث يتم ضم الدير المنحوت والأثرى وكافة الكنائس والمغائر والمزروعات وكل عيون المياة داخل سور الدير، وبالتالى تم ترحيل السور بعيداً عن مساره السابق.
ثم تطرقنا للحديث عن تسجيل ملكية الأرض واتفقنا على تسجيلها باسم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بصفته الممثل الشرعى للكنيسة. لأننا حالياً لا نملك الأرض بسبب انقطاع الحياة الرهبانية عنه لفترة طويلة. وهذا الكلام ينطبق أيضاً على دير الشهيد مارمينا الأثرى بمريوط والذى عادت ملكية أرضه للدولة بسبب انقطاع الحياة الرهبانية به. وعندما حاول البابا كيرلس السادس إعادة تعميره قام بشراء أرض مجاورة له. وبدأ فى إعمارها وهى تمثل دير الشهيد مارمينا العجايبى الحالى الذى يقصده كل الزوار بصحراء مريوط الآن. علماً بأن الحياة الرهبانية كانت فى دير الريان على فترات بعيدة بدأت بأبونا متى المسكين عام 1960 ثم ترك الدير وجاء الأب أليشع المقارى وحاول إعماره مرة أخرى 1990. وانقطاع الحياة الرهبانية بدير الريان لسنوات طويلة اسقط ملكية الكنيسة للأرض وأصبحت ملك الدولة كما سبق وأوضحنا.