بدأت الثورات العربية في تونس عام ألفين وأحد عشر والتي أطلق عليها ثورة الياسمين فيما سمي موج تلك الثورات بالربيع العربي، ثم تبعتها مصر بالقيام بثورة أطاحت بحكم ونظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي دام جاسماً على الصدور طيلة ثلاثين عاماً. تونس كانت القاطرة في جر قطار الثورات التي ما تزال سلسلتها مستمرة في سوريا مروراً بمصر وليبيا واليمن، لكنها الآن وأقصد هما تونس لم تعد في المقدمة، حيث تقدمت مصر بخطوة لا بل قل ثلاث، فما تزال تونس تشهد سيناريو التظاهرات التي شهدتها ربوع مصر منذ إندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، فترة شهدت إحتجاجات وأزمات متكررة، حتى إعتاد المصريون على سماع غداً مليونية جديدة، وكأن الاحتجاجات والتظاهرات باتت هي نافلة الفعل المصري، احتجاجات كان يغلب على بعضها طابعاً فئوياً، وبعد الإطاحة بمرسي، كان الغالب على هذه التظاهرات مطالبات بإخراجه من محبسه، مهددين بتحويل مصر إلى أفغانستان جديد، ثم بدأت أعلام تنظيمي القاعدة وداعش في الظهور على رؤوس الأشهاد في تلك الاحتجاجات، وكانت الهتافات تطالب بتطبيق شرع الله، وتحرير الأقصى، هذه الصورة ما تزال تعيشها تونس في الوقت الحالي، نفس الهتافات وأعلام داعش، وكأنك تشاهد إعادة لفيلم قديم تمت معالجته أو "دبلجته" بلغة الدراما، فإحتجاجات تونس تتزعمها حركة النهضة الإخوانية، والهتافات الغالبة عليها "إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية".. و"موتوا بغيظكم " و"الشعب يريد تطبيق شرع الله"، مع "لبيك يا أقصى".
مقاطع من احتجاجات تونس التي تتزعمها حركة النهضة الإخوانية... أعلام داعش ترفرف في السماء .. هتافات "إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية" .. "موتوا بغيظكم " ..و "الشعب يريد تطبيق شرع الله " ، مع طاجن لبيك يا أقصى المعروف... المناظر دي ما بتفكركوش بحاجة..؟ هيا هيا نفس العلقة اللي فاتت ، لا قلم ناقص ولا قلم زيادة.. نفس التنطع ...نفس الوجوه الغاضبة المكفهرة..نفس الأصوات المنكرة..نفس الملابس والشارات ...نفس المشاهد الكئيبة المقبضة ... تحس انك بتشوف إعادة لجمعة قندهار أو محاصرة مدينة الأنتاج السينمائي أو حصار المحكمة الدستورية ... ولولا اللهجة والأعلام التونسية كان ممكن نقول ان ده مشهد من المشاهد السوده اللي عشناها عندنا هنا في مصردواعش وحلاليف أبو لباسين يُبعثون من جديد
Posted by Mohammed Haffz on Saturday, 23 January 2016