في ذكرى وفاته الـ 124.. ما لا تعرفه عن الخديوي توفيق

في ذكرى وفاته الـ 124.. ما لا تعرفه عن الخديوي توفيق

قبل مائة وأربعة وعشرين عاماً وفي مثل هذا اليوم رحل الخديوي محمد توفيق وهو سادس حاكم لمصر من الأسرة العلوية.
"توفيق" ولد بالقاهرة في 15 نوفمبر 1852 وهو الإبن الأكبر للخديوي "إسماعيل" وأمه هي "شفق نور" ولم تكن ضمن زوجاته الأربع بل كانت ممن يطلق عليهم "مستولدة"، وهذا كان السبب وراء عدم إرسال "توفيق" مع بقية أبناء "إسماعيل" إلى الدراسة في أوروبا حيث كان توفيق الوحيد بين أبناء الأسرة المالكة التي لم تدرس خارج البلاد.


ترأس توفيق أول وزارة له خلال عهد أبيه، في مارس 1879، ولم تدوم كثيراً حيث حُلّت بعد شهر، ليتولى توفيق بعدها بشهرين حكم البلاد في 26 يونيو 1879 إثر خلع والده إسماعيل من الحكم، وإجباره على ترك منصبه، بايعاز من السلطان العثماني بعدما حاول إسماعيل اتخاذ قراراته باستقلالية بعيداً عن الباب العالي، إضافة إلى محاولته التصدي للنفوذ الأجنبي وتوسع تدخل الأوروبيين في الشؤون الداخلية للبلاد، خاصة بعد إغراق البلاد في ديون أجنبية ضخمة.

الخديوي توفيق

كانت أولى الإجراءات التي اتخذها توفيق بعد تسلمه الحكم هي إقصاء جميع رجال أبيه بعد جلوسه على العرش وإبعادهم عن مناصبهم. توفيق تعلم درس إجبار والده إسماعيل على ترك الحكم له من جانب الإنجليز والفرنسيين، فعمل منذ توليه الحكم على إرضاء الأجانب.

محاولات الخديوي توفيق لكسب مزيد من النفوذ عبر التقرب للأوروبيين قابله السلطان عبد الحميد الثاني بالتضييق عليه وعلى سلطاته، وقلص من المزايا التي كانت ممنوحة لأبيه الخديوي إسماعيل، بيد أن القوتين العظميين في ذلك الوقت إنجلترا وفرنسا أفشلتا محاولات السلطان عبد الحميد، وذلك في محاولة منهما لتحجيم إزدياد نفوذه ما قد يؤدي إلى تعطيل مخططات الأجانب في احتلال مصر.

صور التقرب إلى الأوروبيين
عد عهد الخديوي توفيق أسوأ عصور الأسرة العلوية في تاريخ مصر الحديث، ففي أيامه تم بيع حصة مصر من قناة السويس والتي كانت تقدر بـ 15 % للإنجليز خلال فترة وزارة "رياض باشا"، وبذلك تكون البلاد قد فقدت ما تبقى لها من ملكية في القناة حيث كانت هذه الحصة مرهونة للألمان والفرنسيين منذ عهد والده الخديوي إسماعيل.

كما أدت سياسة موالاة الخديوي توفيق للغرب إلى استقالة الوزارة الوطنية التي مثلها "شريف باشا" وتعيين وزارة أخرى أكثر ولاء للإنجليز برئاسة "نوبار باشا"، وكانت أبرز أعمالها زيادة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد، تحت ستار سداد الديون التي اقترضها من الغرب من أجل إصلاح القناطر الخيرية، كما نُفي في عهد توفيق "جمال الدين الأفغاني" الذي اعتبر رمزاً للمعارضة الشعبية في ذلك الوقت.

الثورة العرابية
أثارت السياسة التي اتبعها الخديوي توفيق غضب الشعب والجيش على السواء، خاصة بعدما تعمد "رياض باشا" ووزير حربيته "عثمان رفقي" تأخير ترقية الضباط الوطنيين، في خطوة عدها الوطنيون مخططاً خارجياً لإضعاف الجيش المصري، بعدما أصبح قوة يعتد به في عهد جده "محمد علي" الكبير الذي غزا به أوروبا نفسها، فقامت ثورة "أحمد عرابي" عام 1881م. حيث توجه عرابي في 9 سبتمبر من العام نفسه إلى قصر توفيق مطالبًا إياه بمطالب عدة، في مقدمتها عزل رياض باشا رئيس الحكومة، وتشكيل مجلس للنواب، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي.

وافق الخديوي على بعض المطالب تحت ضغط القوة العسكرية للجيش، كان أبرزها إقالة رياض باشا، وتكليف "محمد شريف" باشا بتشكيل الوزارة، بيد أن خلافًا نشب بينه ومجلس النواب أدى إلى استقالته من رئاسة الوزارة، وتولي "محمود سامي البارودي" منصبه بدلًا منه، وعُيّن أحمد عرابي وزيرًا للحربية في هذه الوزارة.

قام الإنجليز بتدبير أحداث مستفزة لاستثارة المصريين خاصة "عرابي" وزير الحربية في الوزارة الجديدة، والذي قام بتقوية دفاعات الإسكندرية ما أدى إلى قصف ميناء الإسكندرية والمدينة من جانب إنجلترا وفرنسا، وسقوط الكثير من الضحايا، فيما عُرف بـ "مذبحة الإسكندرية"، التي راح ضحيتها نحو 250 مواطناً. بينما أعلن الخديوي عزل عرابي، وكان نتيجة ذلك وقوع صدام مسلح مباشر بين الطرفين في معركة التل الكبير عام 1882م، كانت أهم نتائجه احتلال الاحتلال الإنجليز للبلاد. وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري للسودان "تشارلز جورج غوردون" وفقدت مصر حكم السودان في عهد توفيق.

الأميرة نعمة الله إبنة الخديوي توفيق

10 حكومات في عهد توفيق

شكلت في عهد توفيق 10 وزارات خلال الفترة من 26 يونيو 1879 إلى 8 يناير 1892 لم تتجاوز أطولها عاماً واحداً بينما بلغت أقصرها شهراً فقط.

الثورات قديما

1- نظارة محمد شريف باشا الثانية (5 يوليو 1879 – 18 أغسطس 1879)
2- نظارة محمد توفيق باشا الثانية (18 أغسطس – 21 سبتمبر 1897)
3- نظارة مصطفى رياض باشا الأولى (21 سبتمبر 1879 – 10 سبتمبر 1881)
4- نظارة محمد شريف باشا الثالثة (14 سبتمبر 1881 – 4 فبراير 1882)
5- نظارة محمود سامي البارودي باشا (4 فبراير 1882 – 26 مايو 1882)
6- نظارة إسماعيل راغب باشا (18 يونيه 1882 – 21 أغسطس 1882)
7- نظارة محمد شريف باشا الرابعة (21 أغسطس 1882 – 7 يناير 1884)
8- نظارة نوبار باشا الثانية (10 يناير 1884 – 9 يونيه 1888)
9- نظارة مصطفى رياض باشا الثانية (9 يونيه 1888 – 12 مايو 1891)
10- نظارة مصطفى فهمي باشا الأولى (14 مايو 1891 – 17 يناير 1892)

انجازات الخديوي توفيق

عد كثير من المؤرخين تنظيم مخصصات الأسرية الخديوية من أبرز إنجازات الخديوي توفيق
- كان هو أول من تنازل من أفراد الأسرة المالكة عن أطيانه، من أجل دفع الدين المطلوب من الحكومة.
- اهتمامه بالتعليم منذ أن كان وليًا للعهد، فأنشأ مدرسة القبة على نفقته الخاصة. وعندما تولى الحكم أصدر مرسومًا في 27 مايو 1880 بتأليف لجنة للبحث في تنظيم التعليم وشؤونه، واقترحت اللجنة تأسيس مدرسة عليا للمعلمين لتخريج أساتذة، وزيادة عدد المدارس، فأنشئت العديد من معاهد التعليم الابتدائية والثانوية والعالية. كما أُفتتحت المدرسة العليا للمعلمين في عهده، وأنشئت مدرسة مسائية للتعليم. وأنشأت الحكومة المجلس الأعلى للمعارف في 28 مارس 1881.

- إنشاء مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، ومجالس المديريات 1883.

- أول حاكم مصري يصدر في عهده لائحة للموظفين المدنيين التي تضمن لهم حقوقهم في المعاش، ثم تبعها بلائحتي المعاشات الملكية والعسكرية،

كل ما يخص الخديوي توفيق

- ألغى نظام السخرة، وأمر بإصلاح المساجد والأوقاف الخيرية، والقناطر الخيرية.

- استدان مبلغ مليون جنيه لإصلاح القناطر الخيرية. وبدأ بحفر "الرياح التوفيقي" في أوائل عام 1887، وانتهى العمل فيه عام 1888. ووضع أساس قنطرة "فم الرياح" 1887، وانتهى العمل فيها عام 1890. وعدل "فم الرياح المنوفي" لزيادة فتحاته، كذلك "فم رياح البحيرة" أضيف إلى مبانيها فتحتان. وصدرت لائحة تنظيم أعمال الري وتوسيع نطاقها.

- بدأت في عهده الشركة المساهمة الأميركية التي تكونت عام 1881 في توصيل التليفونات بين القاهرة والإسكندرية، وتحولت لشركة التليفون الشرقية عام 1882، إضافة إلى شركة "ترام القاهرة"، و"ترام الإسكندرية"، وسكة حديد الدلتا، وشركة البواخر النيلية.

- إنشاء شركة الأراضي والرهونات بمصر 1880، والبنك العقاري المصري 1880، وشركة أبو قير 1887 لردم أراضي بحيرة أبو قير وإعدادها للزراعة، وغير ذلك من الشركات.

أسرة الخديوي توفيق
الخديوي محمد توفيق لم يتزوج سوى مرة واحدة من قريبته الأميرة "أمينة نجيبة إلهامي" ابنة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس الأول بن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا وذلك في عام 1873. وقد أنجبت له أولاده الخديوي "عباس حلمي" الثاني والأمير "محمد علي" باشا والأميرة "نازلي" و الأميرة "خديجة" والأميرة "نعمة الله".

الأميرة خديجة إبنه الخديوي توفيق

وفاته
توفي الخديوي محمد توفيق بقصر حلوان بالقاهرة في مثل هذا اليوم السابع من يناير 1892.
الخديوي توفيق








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;