"ريا وسكينة" شقيقتان من الصعيد ذهبوا بحثا عن "لقمة العيش" في العديد من المحافظات حتى استقروا في عروس البحر المتوسط الأسكندرية، وبسبب رغبتهم في الحصول علي الأموال كانوا يستطيعون فعل أي شيء مقابل ذلك، حيث أشارت العديد من القصص أنهم كانوا يعملون كساقطات وخاصة سكينة، عن طريق فتح بيوت "الهوي"، ويقوم كل من عرابي وعبد الرازق بحماية هذه البيوت، حتى اتفقوا علي تكوين عصابة بقتل السيدات، أو حتى وصلوا لمجرمين وأصابتهم الشهرة والعار معا في عام 1920 حين أنكشف أمرهم وهو قتل السيدات ودفنهم في غرفة المعيشة الخاصة بهم.
بعض القصص أشارت أن "ريا وسكينة" كانوا يقتلون السيدات الساقطات، بهدف تنظيف المجتمع، ولكن كيف يمكنهم فعل ذلك وهم في بداية حياتهم كانوا ساقطات؟، ولكن جميع القصص أكدت أن الهدف وراء قتل 17 سيدة وفتاة كان الاستيلاء علي ذهبهم وبيعه والحصول علي المال.
أثناء المرافعة التي أطلق عليها التاريخية في 10 مايو 1921 أكدت وكيل النيابة أن هذه العصابة تكونك منذ حوالي 3 سنوات، واستمرت في قتل السيدات بالرغم من وجود العديد من البلاغات ولكنها غير مكتملة، حتى شأت الأقدار وعرف السر المدفون مع العصابة حين تم الحفر في احدي البيوت التي كانت تسكنها سكينة ووجودا بها جثة، وعند استمرار الحفر وجدوا جثث أخري، وبداء الشك في سكينة التي تداول اسمها مرات عديدة في البلاغات المقدمة لأسر الضحايا، وأيضا عند الحفر بجوار منزل ريا وجد جثة وعند الذهاب لمنزل ريا وجدوها تستخدم البخور في غرفتها بشكل كبير ولكن الرائحة النتنه هي المسيطرة علي الغرفة.
وعند سؤال ريا عن سبب استخدمها للبخور بكثرة ووجود الرائحة النتنة في غرفتها كان الرد هو " أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن أرشدت عن الجثث وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت عديله احدي صديقتها أنها كانت تقود النساء للمنزل واتضح غير ذلك وان عديله لم تذهب إلى بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله".
وعند سؤأل أبنه "ريا" بديعة، عن ما يحدث طلبت بديعة الشعور بالأمان، واعترفت بالفعل عن ما كانت تفعله العصابة بداية من استدراج السيدات وحتى قتلهم.
ولم تجد العصابة أي باب لتطرقه للدفاع عن نفسها، وكان الاعتراف هو الحل الأمثل وهذا ما فعلته سكينة وريا حسب الله وعبد العال وعرابي وعبد الرازق، حتى قال رئيس النيابة "أن النيابة تطلب الحكم بالإعدام علي المتهمين ال7 الأول بمن فيهم (الحرمتين)ريا وسكينه لان الأسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالإعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الإعدام كان يتم خارج السجن ،أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن، وتطلب النيابة معاقبه المتهمين الثاني والتاسع بالإشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبه الصائغ بالحبس ست سنوات".
وبالفعل هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية التي عقدت بسراي محكمة الإسكندرية الأهلية في يوم الاثنين 16 مايو سنة 1921، ونفذ الحكم في شهر سبتمبر من نفس العام، وأثناء التنفيذ قالت "ريا" " اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين بعدها".
ومما لا شك فيه أن "ريا وسكينة" من الشخصيات التي قلبت موازين مصر في عام 1920، بسبب ما قاموا به من جرائم بشعه، كما أنه أول سيدات يطبق عليهم حكم الإعدام.
قدمت الدراما المصرية قصة "ريا وسكينة" بأشكال عديدة، حيث تم تصوير أفلام تروي قصة السافحتان كفيلم ريا وسيكنه بطولة أنور وجدي وفريد شوقي وغيرهم الذي تناول قصتهم ولكن بشكل قصير، وهناك فيلم اسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، بطولة اسماعيل ياسين ونجمة ابراهيم وغيرهم من الفنانين، الذي قدم قصتهم بالطريقة الكوميدية، مثلما قدم يونس شلبي وشريهان قصتهم أيضا.
وعرضت مسرحية تحمل أسم "ريا وسكينة" في الثمانينات بطولة الفنانة شادية التي قامت بدور "ريا " وهذا الدور يعد الأول لدلوعة الشاشة علي خشبة المسرح، وسهير البابلي قامت بدور "سكينة" والفنان القدير عبد المنعم مدبولي قدم دور " حسب الله" و قام بدور "عبد العال" العديد من الفنانين فعند بداية المسرحية ولمدة 8 أشهر كان يقدمها الفنان الراحل حمدي أحمد، ولكن نتيجة لحدوث بعض المشاكل مع الفنانة شادية وتأخر موعد العرض وارتباطه بمجلس الشعب قرر الابتعاد عن "عبد العال"، ثم قام الفنان "حسين الشربيني بتقديم دور عبد العالم ولكنه لم يستمر طويلا، ثم سجلت تلفيزيونينا أثناء وجود الفنان أحمد بدير الذي أثبت جدارة عالية.
وأخر أشكال عرض قصتهم كان مسلسل"ريا وسكينة" الذي قامت الفنانة عبلة كامل بتقديم دور ريا، والنجمة سمية الخشاب في دور سكينة، ودارت أحداث المسلسل عن قصة حياتهم منذ الطفولة وصولا لحبل المشنقة.