يلتقى اليوم الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين فى لقاء أول يجمع الرئيسان منذ تتويج ماكرون رئيسا لفرنسا مايو الحالى .
واختار ماكرون قصر فرساى ليكون ليستضيف فيه ضيفه الروسى لما يتميز به فرساى من خلفية تاريخية ويعد تحفة معمارية رائعة .
قصر فرساي أو فرساي هو قصر ملكي بمنطقة إيل دو فرانس. يعرف القصر باللغة الفرنسية باسم شاتو دو فرساي. قصر فرساي كان في الاصل نزل للصيد خاص بالملك لويس الثالث عشر، ليتحول في عهد خليفته لويس الرابع عشر الى إقامة ملكية رائعة تحولت فيما بعد الى متحف، ثم أصبحت معلمة تاريخية فرنسية شهيرة.
كانت منطقة فرساي منطقة قروية عندما بني قصر فرساي بها، لتصبح اليوم من اغنى مناطق مدينة باريس، المنطقة تبعد عنها بحوالي 20 كيلومتر. كانت محكمة فرساي هي مركز السلطة السياسية بفرنسا منذ 1682 عندما انتقل لويس الرابع عشر من باريس. اضطرت العائلة المالكة الى العودة الى العاصمة باريس سنة 1789 بعد بداية الثورة الفرنسية. قصر فرساي ليس مشهورا فقط ببنايته الفخمة، بل ايضا كرمز للحكم الملكي المطلق بمملكة فرنسا القديمة.
يرجع تاريخ الوثائق التي ذكرت أقدم إسم ل"فرساي" الى سنة 1038 والذي يتعلق بقرية فرساي. أمر الملك لويس الثالث عشر ببناء نزل للصيد سنة 1624، وبعد ثمانية سنوات بدأ في التوسع لبناء شاتو دو فرساي، والتي أصبحت هي النواة الاولى لبناء قصر جديد، ليأتي خلف الملك لويس الثالث عشر، لويس الرابع عشر، ليبني واحد من اكبر قصور العالم. بعد معاهدة نيميغن سنة 1678 قام الملك بتحويل السلطة تدريجيا الى فرساي، وقام بتأسيس المحكة رسميا بفرساي في مايو أيار سنة 1682.
بعد فضيحة نيكولا فوكي سنة 1661 قام الملك بمصادرة شركة فوكي للعقارات وقام بتوظيف لو فو ولو نوتر ولو برون للقيام ببناء القصر. مرت عملية بناء قصر فرساي عبر أربعة مراحل. خلال المرحلة الاولى ما بين سنة 1664 و1668، والتي شملت التعديلات في القصر والحدائق لتتسع لاستقبال 600 ضيف مدعو لحفلة متعة الجزيرة الساحرة"بليزير دو ليل أونشونتي" ما بين 7 و13 مايو أيار 1664.
خلال المرحلة الثانية ما بين 1669 و1672 وبعد توقيع معاهدة إيكس لا شابيل لإنهاء حرب انتقال الملكية، بدأ القصر في أخد المظاهر التي يظهر بها اليوم حيث أجريت له العديد من التعديلات والتوسيعات واهمها تغليف نزل الصيد الذي بناه لويس الثالث عشر.
المرحلة الثالثة من البناء بدأت بعد التوقيع على معاهدة نيميغن سنة 1678، والتي انهت الحرب الهولندية، واستمرت المرحلة حتى سنة 1684 تحت ادارة المهندس المعماري جولز هاردوين منصارت حيث قام المهندس بتصميم قاعة المرايا والاجنحة الجنوبية والشمالية وحديقة أورانجري.
بدأت الحملة الرابعة من عملية البناء ما بين 1699 و1710 وركزت حصريا على بناء الكنيسة الملكية التي صممها مانصارت هاردوين وأكملها روبرت دو كوت.
شهد القصر العديد من الاصلاحات خلال حكم الملكين لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر ما بين 1722 و1789. خلال الثورة الفرنسية قامت العائلة المالكة بمغادرة قصر فرساي لتنتقل الى قصر تويلري بباريس يوم 6 اكتوبر سنة 1789، بعد مسيرة مارس للنساء بفرساي، وقام المواطنون بالعمل على المحافظة على القصر، وفي اكتوبر تشرين الاول سنة 1790 أمر الملك لويس الرابع عشر بتفريغ القصر من أثاثه وإرساله الى قصر تويلري لكن رئيس بلدية فرساي والمجلس البلدي كتبا اليه رافضا الطلب الذي سيؤدي لتخريب اقتصاد فرساي، والتقى بعد ذلك الملك بوفد من فرساي ليلغي القرار بسبب تأثره بمشاعر ساكنة فرساي.
خلال نهاية القرن الثامن عشر قام الملك لويس فيليب بتحويل القصر الى المتحف الوطني، ثم المتحف الخاص بالمدرسة الفرنسية سنة 1757، ثم متحف تاريخ فرنسا وأصبح يأوي العديد من اللوحات والمنحوتات المتعلقة بتاريخ فرنسا.
خلال عصر الامبراطورية الاولى مع نابوليون تغير وضع قصر فرساي تم تشتيت اللوحات والاعمال الفنية ونقلت العديد منها الى مواقع أخرى وتم اغلاق المتحف. ووفقا لإحكام دستور سنة 1804 تم تحديد قصر فرساي كقصر للإمبراطور.
مع نهاية الامبراطورية الثانية سنة 1850 وحتى عصرنا الحالي أصبح القصر متحفا، حيث تم تعيين بيير نولهاك سنة 1887 كأمين للمتحف وبدا في استعادة القصر الى مظهرة الذي كان عليه ما قبل الثورة. قام نولهاك بتنظيم العديد من الفعاليات لنشر الوعي حول المحافظة على التراث لاستعادة المنهوبات من القصر وتلقي الهبات، والتي أدت الى خلق الوعي وانشاء جمعية أصدقاء فرساي سنة 1907.
عملت الجمهورية الفرنسية الخامسة على تشجيع المتحف باعتباره واحد من اهم مناطق الجذب السياحي بفرنسا. كما ان القصر لازال يشغل وظيفة سياسية حيث يستمتع رؤساء فرنسا بقاعة المرايا "هول ميروار"، ويجتمع مجلس المستشارين والجمعية الوطنية خلال مؤتمر بفرساي لمراجعة او تعديد الدستور الفرنسي، وهي عادة جاءت مع صدور دستور 1875.
توجد بقصر فرساي العديد من الاماكن التي تستحق الزيارة كما تتوفر العديد من الخيارات للسياح الراغبين في القيام بجولة بالقصر واماكنه، حيث يتم توفير سماعات صوتية لإرشاد السياح، بالإضافة الى توفير مرشدين مرافقين للسياح الراغبين.
تكلفة الدخول الى القصر هي 20 يورو للدخول الى كل مرافق القصر من شهر أبريل الى اكتوبر ، و16 يورو من شهر نوفمبر وحتى مارس. للدخول الى أشهر أماكن القصر فقط ومنها قاعة هال ميروار وغرف الملك والملكة وغرفة نوم الملك فأن تكلفة الدخول هي 15 يورو للتذكرة العادية و13 يورو للتذكرة المنخفضة.
للدخول الى غراند تريانون والحدائق الموجودة بداخله ويوتي تريانون وكوينز هامليت والحدائق الفرنسية الصينية والرواق الفرنسي ومعبد الحب فإن تذكرة الدخول هي 10 يورو للتذكرة العادية و6 يورو للتذكرة المخفضة.