بدأ منذ قليل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، والذى تستضيفه القاهرة، لمناقشة قائمة جديدة من العقوبات وبحث الخطوات المستقبلية التى ستتخذها تلك الدول لمواجهة ممارسات نظام تميم بن حمد الراعية للكيانات المتطرفة فى المنطقة.
ويعقد الوزير سامح شكرى، ووزراء الخارجية العرب فور انتهاء المباحثات الرباعية مؤتمرا صحفيا لاستعراض تفاصيل الاجراءات التالية لمواجهة تمسك قطر برفض المطالب العربية المشتركة، وسط اهتمام إعلامى عالمى، وترقب من عواصم العالم لما ستسفر عنه تلك المباحثات.
ويأتى الاجتماع الرباعى فى القاهرة للمكانة الكبيرة والدور البارز الذى تقوده مصر فى محاربة الإرهاب والتطرف وقوى الشر المتستر بعباءة الدين، وباعتبار القاهرة عاصمة القرارات العربية الحاسمة والفاصلة فى تاريخ الأمة العربية والإسلامية.
ومن المقرر أن تضع الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر عدة خطوات مستقبلية تتمثل فى عقوبات اقتصادية وسياسية وعدد من الخطوات التصعيدية ضد الدوحة التى رفضت قائمة المطالب العربية التى وضعت للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتجفيف منابع الإرهاب.
المتابع للتصريحات وللمواقف القطرية يكتشف مدى العبث القطرى والتحدى والتصعيد الذى تسعى له إمارة الإرهاب فى استفزاز الدول العربية التى أمهلت الدوحة 48 ساعة إضافية استجابة لطلب أمير دولة الكويت لرغبة الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر فى الحفاظ على الاصطفاف العربى وتوحيد الجهود المشتركة فى مواجهة التطرف.
ويرجح عدد من المراقبين أن تقدم الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر أظافر الدوحة الملطخة بدماء الأبرياء عبر حزمة من القرارات والعقوبات الاقتصادية القاسية فضلا عن تجميد عضوية قطر فى دول مجلس التعاون الخليجى وبالتالى استبعاد قوات الدوحة من قوات درع الجزيرة المشتركة، إمكانية الدعوة لاجتماع عاجل فى الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث تجميد عضوية قطر، وتعزيز التعاون العسكرى عبرإجراء مناورات مشتركة فى الخليج بين الدول الأربعة وذلك فى رسالة ضمنية لإيران وتركيا برفض العرب عبثهم بأمن المنطقة وتهديدهم للمواطنين القطريين لحماية تميم بن حمد.
وقبل ساعات من الاجتماع الرباعى التاريخى فى القاهرة، كشف المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة الليبية العقيد أحمد المسمارى الدور التخريبى لقطر الداعم للإرهاب والتطرف فى ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير، مستعرضا عدد من الصور والمقاطع المصورة التى تثبت دعم قطر للإرهابيين فى ليبيا.
وبالرغم من تمويل قطر للإرهاب فى سيناء وسوريا والعراق إلا أن القاهرة تعاملت بسياسة النفس الطويل وحذرت قطر وغيرها من البلدان من تمويل الإرهاب، وذلك باتباع مصر للآليات السياسية والدبلوماسية فى المحافل الدولية لتعرية الدوحة الممول الرئيسى للإرهاب فى المنطقة العربية.
وتوقع عدد من المراقبين أن تدعم الدول العربية والإسلامية القرارات التى ستصدر عن الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، وذلك لرغبة تلك الدول فى إرغام قطر على تجفيف منابع الإرهاب وقطع التمويلات عن التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط.
وتعتبر القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى انعقدت فى الرياض بداية التحرك العربى والإسلامى لمحاربة الإرهاب، وجاءت الكلمة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي كنقطة انطلاق وخارطة طريق لدول العالم لتطبيق رؤية مصر الاستراتيجية فى مكافحة الإرهاب والتطرف.