قال المتحدث العسكرى باسم الجيش الليبى، العقيد أحمد المسمارى، إن قوات الجيش أنهت 95% من العمليات العسكرية فى مدينة بنغازى ويتبقى جيوب للإرهابيين فى مناطق سوق الحوت والصابرى، مؤكدا أن عدد الإرهابيين فى المنطقتين يبلغ 80 عنصرا منهم 30 شخصا ينتمون لداعش و50 شخصا يتبعون للدروع.
وأكد المسمارى فى حوار خاص لـ"انفراد"، أن القوات المسلحة الليبية تحاصر وتستهدف مواقع الإرهابيين من جميع الجهات والعمليات مستمرة، موضحا أن العمليات القوية تتركز فى الجنوب الليبى وتم تشكيل غرفة للمنطقة العسكرية الجنوبية يقودها العميد خليفة الطاهر، مشيرا إلى أن المنطقة العسكرية تستفيد من جهود اللواء 12 بقيادة محمد بن نائل واللواء 16 وبعض الكتائب الأخرى فى معركة تمنهنت التى تقع شمال شرق سبها بـ 30كم وكانت قاعدة للطائرات ومساحتها شاسعة.
وأشار أحمد المسمارى إلى أن القوات المسلحة الليبية أعطت هدنة لخروج القوة الثالثة التابعة لمدينة مصراتة من المنطقة، موضحا أن القوة الثالثة أصرت على الاستمرار فى عملياتها والدخول فى معركة مع الجيش الليبى، مشيرا لتصعيد العمليات العسكرية فى مدينة درنة الليبية حيث قامت غرفة عمليات عمر المختار بتحركات تتمثل فى إقلاع الطيران لاستهداف الإرهابيين، مؤكدا أن قوات الجيش الليبى تحاصر الإرهابيين فى مدينة درنة من 5 قطاعات عمليات رئيسية وتم توفير كل الإمكانيات لما يلزم العملية العسكرية، موضحا أن فشل حكماء درنة لمحاورة الإرهابيين وإقناعهم بالخروج من المدينة دفع الجيش الليبى للتحرك فى درنة لطرد الإرهابيين وحسم المعركة.
وأوضح المتحدث العسكرى باسم الجيش الليبى بأن قوات الجيش بدأت فى المناوشات والقيام بعملية وتسعى لتلافى وقوع أى خسائر مثلما وقع فى بنغازى، مشيرا إلى أن القوة الثالثة التابعة لمصراتة كانت تتمركز فى قاعدة براك الشاطئ حتى تم إخراجها فى عام 2015 وتجمعت فى قاعدة تمنهنت، موضحا أن اللواء 12 بقيادة محمد بن نائل لم يقوم بالهجوم لتطهير الجنوب حتى تم توفير احتياجات المعركة وكل ما يلزم بالتحاق عدد كبير من العسكريين وتشكيل وحدات عسكرية أخرى خلافا للواء 12 المجحفل والسيطرة الكاملة على مناطق أوبارى وغات لأهميتها وتم اتخاذ قرار إخراج القوة الثالثة من تمنهنت.
وكشف المسمارى عن قيام جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة "تنظيم القاعدة" بالدفع بتلك القوات فى الجنوب لتأمين خطوط الهجرة غير الشرعية فى تلك المنطقة ووضع نقطة اتصال مع الجماعات الإرهابية فى شمال أفريقيا ونيجيريا مع بوكو حرام، مؤكدا أن الجيش الليبى يتقدم للسيطرة على تلك المنطقة لأنها تشكل تهديد للأمن الإقليمى والدولى فى المنطقة.
وأكد العقيد أحمد المسمارى أنه تم رصد طائرتين قطريتين هبطوا فى الجفرة ومحملة بأسلحة ومعدات عسكرية، مشيرا لإعلان الإرهابى "مصطفى الشركسى" قائد ما تعرف بـ"سرايا الدفاع عن بنغازى" عن وصول أسلحة حديثة ومعدات مضادة للطائرات كدعم من قطر، مشيرا لتدمير الجيش الليبى لتلك الأسلحة فى مخازنها، معربا عن دهشته من الدعم الكبير الذى يقدمه أمير قطر تميم بن حمد للمجموعات الإرهابية فى المحافل الدولية وموقفه المدافع دوما عن الإخوان والجماعة المقاتلة والعصابات الإرهابية فى ليبيا.
وأكد المسمارى وجود خطوط مواصلات من العاصمة الخرطوم لمدينة الجفرة فى الجنوب الليبى أو من الخرطوم لقاعدة مصراتة أو مطار معيتيقة بتمويل من قطر وتركيا، موضحا أن ميناء مصراتة يستقبل الآليات العسكرية والعربات المدرعة عن طريق ميناء مصراتة البحرى، مشيرا لوصول مدرعات حديثة تم تهريبها لمدينة مصراتة وتم تدمير جزء كبير من تلك المدرعات فى معركة الهلال النفطى الأخيرة.
ودعا المتحدث باسم الجيش الليبى دولة السودان لدعم قوات الجيش الليبى لأن نجاحه سيمنع المعارضة السودانية من استغلال الأراضى الليبية فهناك عصابات تهريب سودانية وتمارس الخطف والفدية ويحققون ثروات كبيرة، مؤكدا أن الخرطوم باتت تنفذ أوامر قطر بدقة متناهية ولا تتعاطى مع القضية الليبية بمبدأ وآداب حسن الجوار وبالتالى سيكون مستقبل العمالة السودانية عليها شبهات، داعيا السودان لمراجعة مواقفها تجاه ما يصدر منها تجاه ليبيا وضرورة أن تكون العلاقات قائمة على مبدأ حسن الجوار.
وردا على الجهود السياسية التى تبذل لعقد لقاء بين المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسى فائز السراج، أكد أحمد المسمارى أن القوات المسلحة الليبية خارج التجاذبات السياسية لأن الجيش مؤسسة مستقلة تتبع البرلمان ويجب تحييدها عن الصراع السياسى القائم، مؤكدا أن المشير حفتر يرى أن وحدة تراب ليبيا خط أحمر وبناء دولة المؤسسات أمر هام ويجب تحييد الجيش عن الصراع السياسى ومحاربة الإرهاب، مشيرا لوجود خلافات بين أعضاء المجلس الرئاسى الليبى متهما بعضهم بدعم مصالح جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة والإرهابى إبراهيم الجضران.
وأشار العقيد أحمد المسمارى إلى وجود مغالطات حول ما يجرى فى قنفودة ببنغازى، موضحا أن عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا خلال 35 شهر من المعارك 24 مدنى فى المنطقة الشرقية وسبها، نافيا قيام قوات الجيش الليبى بأى نبش للقبور لكن قوات الجيش استخرجت الجثث المتواجدة فى المناطق السكنية للعسكرية أو الدواعش أو المدنيين وتم دفنهم فى المقابر، موضحا أن الأخطاء التى ارتكبها بعض العسكريين يتم التحقيق معهم عبر لجنة رسمية ستحاكمهم أمام القضاء واللجنة بدأت تباشر عملها.
وأوضح المسمارى أن جماعة الإخوان فى ليبيا جزء من التكتل الإرهابى ضد الجيش الليبى وقوتهم تأتى فى الدروع التى تتبع الإخوان ويقاتلون بجانب داعش والقاعدة، متهما قطر وتركيا بدعم جماعة الإخوان فى ليبيا بشكل كبير للغاية فى ظل تحالف تنظيم القاعدة مع الإخوان، موضحا أن الإرهابيين لا يعترفون بالحدود ولابد من تشكيل تكتل على كافة الأصعدة لمواجهة الإرهابيين وملاحقة من يحمل سلاح على الأرض.
وأكد المسمارى أن المعركة فى الغرب الليبى لا زالت فى عقلية القائد العام والجيش الليبى يراعى المدنيين والممتلكات العامة ومؤسسات الدولة، داعيا المواطن لأن يكون واعى فى الحرب التى يقودها الجيش الليبى ضد الإرهاب، متهما فائز السراج بعدم امتلاك شيء على الإطلاق واصفا إياهم بـ"عصابة من الإرهابيين" وقيام عدد من أعضاء المجلس الرئاسى يحافظون على مكاسب القاعدة ومصراتة وليس لهم وجود على الأرض، محذرا من مقارنة الجيش الليبى فى الشرق بميليشيات وكتائب فى الغرب الليبى داعيا لضرورة محاربة الميليشيات المتمركزة فى ليبيا وكل من ارتكب جرائم خطف أو اغتصاب لابد أن يمثل أمام القضاء الليبى.