يزور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصر للمرة الأولى الجمعة، المقبل، وهى زيارة، وإن كانت تعكس نموًا فى العلاقة التى تجمع بين بلد الأزهر ودولة الكاثوليك إلا إنها فى الوقت نفسه تتخذ أبعادًا عديدة أهمها أنها تأتى بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للفاتيكان عام 2014، وكذلك زيارة شيخ الأزهر للقصر الرسولى العام الماضى، مع استئناف الحوار الدينى بين الأزهر والفاتيكان الشهر الماضى بعد قطيعة دامت 7 سنوات.
وأعرب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان عن سعادته بزيارته المرتقبة إلى مصر، وقال "يشرفنى أن أزور الأرض التى زارتها العائلة المقدسة".
وقال البابا فرانسيس فى رسالة بالفيديو لشعب مصر بثتها الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، الثلاثاء: "يا شعب مصر الحبيب، السلام عليكم، بقلب فرح سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء وحيث أسمع الله صوته لموسى".
وأضاف: "إنى لسعيد حقا أن آتى كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التى قدمت منذ أكثر من ألفى عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التى هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفنى أن أزور الأرض التى زارتها العائلة المقدسة".
واستطرد بابا الفاتيكان، قائلاً: "أحييكم بمودة وأشكركم على دعوتكم لى لزيارة مصر التى تسمونها أم الدنيا، أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك على دعوتهم لى".
وخاطب بابا الفاتيكان المصريين، قائلاً: "أشكر كل واحد من الذى سيفتحون قلوبهم لاستقبالى، وأشكر كل من عملوا ويعملون من أجل تحقيق هذه الزيارة".
وواصل حديثه: "أتمنى أن تكون هذه الزيارة بمثابة عنقا تعزية وتشجيع لمسيحيى الشرق الأوسط ورسالة صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة، ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء النبى إبراهيم والعالم الإسلامى بصفة خاصة الذى تحتل فيه مصر مكانة رفيعة".
ووصف البابا فرانسيس زيارته لمصر بأنها تشكل إسهاما مفيدًا فى حوار الأديان مع العالم الإسلامى وفى الحوار المسكونى مع الكنيسة الأرثوذكسية العريقة والحبيبة، مضيفاً: "أن عالمنا الممزق من العنف الأعمى الذى ضرب قلب وطنكم العزيز يحتاج للسلام والمحبة والرحمة يحتاج لصانع السلام لأشخاص أحرار ومحررين، لأشخاص شجعان يعرفون كيف يتعلمون من الماضى ليبنوا المستقبل دون أحكام مسبقة.. أنه يحتاج لمد جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية".
وتابع: "أيها المصريون الأعزاء شباب وشيوخ نساء ورجال مسلمون ومسيحيون أغنياء وفقراء أعانقكم جميعا بمودة، وأطلب من الله أن يبارككم ويصون بلدكم من أى شر.. صلوا لأجلى.. شكرا وتحيا مصر".
ومن جانبه، وجه الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك بمصر الشكر لكل المسئولين عن تنظيم زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر، على المجهود الذى يبذلونه لتخرج الزيارة بالشكل اللائق.
وأضاف إسحق فى تصريحات له اليوم الثلاثاء: "أشكر كل المسئولين فى الدولة بدءً من رئاسة الجمهورية واللجنة المنظمة على كل الاستعداد الطيب وكل الحيوية وكل السخاء المبذول لجعل من هذه الزيارة ممكنة وجميلة".
وأردف: "هذه المناسبات مهمة جدا وهى بركة كبيرة لمصر وللكنائس فى مصر والكنيسة الكاثوليكية بصفة خاصة، إذ أن بابا الفاتيكان هو الرئيس الأعلى للكنيسة الكاثوليكية فى العالم".
ودعا الأنبا إسحق من سيشاركون فى القداس الذى سيرأسه بابا الفاتيكان السبت المقبل، إلى الالتزام بالتعليمات، وقال: "أرجو أن نلتزم بالتعليمات ونشارك بكل فرح فى القداس، وأدعو اتباع الكنيسة الكاثوليكية بمصر خاصة إيبارشيات الصعيد للمشاركة بدون قلق أو خوف فى كل التحضيرات، وإذا حدث أى تغيير أو تعديل فى المواعيد أو العدد علينا أن نتقبله لأنه أمر خارج عن أيدينا"، مشيرًا إلى أن تذاكر حضور القداس متاحة فى كل الكنائس.
ووجه الشكر للدولة لإعطاء إجازة للمدارس يوم السبت، لتعطى الفرصة للطلبة فى المشاركة القداس وندعو الله أن يوفقهم فى الامتحانات".
وأضاف: "أشجع وأبارك كل الخطوات والمجهود من كل المسئولين واللجنة المنظمة، وإن شاء الله تكون مناسبة جميلة على مصر ونذكر زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثانى فى عام 2000، ونتمنى أن تكون الزيارة مشرفة ومباركة لنا ولمصر كلها وتكون سبب وحدة لشعب مصر كله".
وفى سياق متصل، قال جريج بورك، المتحدث باسم بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، خلال مؤتمر صحفى، اليوم الثلاثاء، حول زيارة البابا إلى مصر المقررة يومى 28 و29 أبريل الجارى: "الأمن فى مصر كما هو الحال فى إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة، ولكن بابا الفاتيكان أصر على تلك الزيارة على الرغم من الهجمات الأخيرة فى مصر، حيث إنه يرى أنها علامة على التقارب، فنحن لسنا قلقين من الأمن فى مصر".
وقالت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية تحت عنوان "البابا يتحدى الإرهابيين فى مصر ولن يستخدم سيارة مصفحة" وأن عدم استخدام البابا لسيارة مصفحة فى مصر تحدى كبير للإرهابيين فى مصر، ولكن يعكس ثقة البابا فى أمن مصر على الرغم من الهجمات الأخيرة، التى حدثت ضد كنيستى بطنطا والإسكندرية.
ونقلت الصحيفة قول بورك: "القلق من الإرهاب أصبح جزء من حياتنا فى أى مكان، ولكننا لابد من أن نسير بشكل سلمى".