منذ ان اندلعت ثورات الربيع العربى فى مطلع عام 2011 كانت المملكة المغربية من الدول القليلة فى المنطقة التى اجبرتها ثورات الربيع العربي على القيام بالعديد من الإصلاحات دون أن تدفع مثل غيرها ضريبة قيام ثورة، من حروب أهلية، وفوضى، وركود اقتصادي.
ولكن بعد انقضاء 5 أعوام على عام الثورات فى بلاد العرب دقت التظاهرات بعنف باب المغرب وتصاعدت حدة التظاهرات والاحتجاجات فى المملكة المغربية للأسبوع الثانى على التوالى وتشهد مدينة الحسيمة شمال المغرب مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين .
وشهدت بلدة إمزورين بإقليم الحسيمة شمال المغرب ليلة السبت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن.
وبدأت المواجهات نحو منتصف الليل في حي ناء من البلدة الواقعة عند سفح جبل وذلك بعد أن انتشرت قوات الأمن في وسط المدينة ومنعت المحتجين من التجمع، بحسب ناشطين محليين.
وتحت جنح الظلام قذف عشرات الشبان المقنعين قوات مكافحة الشغب بالحجارة، وردت القوات مستخدمة الغاز المسيل للدموع وانتهت المواجهات التي لم تعرف حصيلتها، نحو الساعة الثانية صباحا في حين تم نشر خمسين عربة للشرطة في البلدة.
وكانت البلدة ذاتها الواقعة على بعد 15 كلم جنوب شرق الحسيمة، شهدت قبل أسبوع أعمال عنف بين شرطيين ومتظاهرين.
وتشهد مدينة الحسيمة شمال المغرب منذ سبعة أشهر حركة احتجاجية تطالب بالتنمية في الريف الذي يعتبر المحتجون أنه "مهمش".
كيف بدأت الاحتجاجات ؟
بائع سمك كان الشرارة الاولى لنزول آلاف المغاربة الى الشارع فى مظاهرات بعدد من المدن فى أكتوبر الماضى حين قُتل فكري طحنا في سيارة للنفايات. وكان بائع السمك يحاول الدفاع عن بضاعته التي أرادت السلطات مصادرتها. وأعاد ذلك للأذهان حادث مقتل التونسي محمد بوعزيزي الذي أطلق شرارة ما بات يعرف باسم الربيع العربي.
مع استمرار الاحتجاجات على مقتل بائع السمك، أصبحت مواجهة البطالة والفساد مطلبا رئيسيا للمتظاهرين. ويطالب المحتجون أيضا بإطلاق سراح معتقلين، من بينهم الناشط ناصر الزفزافي ، الذي يعد قائدا للحراك الشعبي.
لماذا حافظت المظاهرات في الريف على زخمها؟
التهميش والظروف المعيشية السيئة كانت سببا فى لحفاظ على الزخم الثورى لدى قاطنى الريف والذى يوجد به بها أغلبية من الأمازيغ، الذين يشعرون دوما بالإهمال من جانب الحكومة المركزية في الرباط منذ أعوام طويلة.
انعدام الثقة فى الحكومة المغربية لدى المغاربة الغاضبون يركل تعهدات الحكومة الاخيرة بتنفيذ مشروعات تنمية ضخمة في الريف.
سعت الحكومة إلى تهدئة حالة الاستياء الواسعة بعد وفاة محسن فكري. وأمر الملك محمد مسوؤلين بزيارة الحسمية لتهدئة الحشود الغاضبة.
ومع استمرار المظاهرات، بدأت السلطات تتخذ إجراءات صارمة للتعامل معها. واعتقل عشرات المحتجين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات واتهم الناشاط ناصر الزفزافى بـ"تهديد الأمن القومي".
ودافع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن الإجراءات التي اتخذت، مؤكدا على أنه "لا بديل عن تطبيق القانون
لكن منظمات معنية بحقوق الإنسان أعربت عن قلقها إزاء الاعتقالات.
وقالت هبة مرايف، مديرة البحوث لشمال إفريقيا بمكتب تونس الإقليمي التابع لمنظمة العفو الدولية، "نخشى أن تكون حملة الاعتقالات هذه محاولة متعمدة لمعاقبة المحتجين في منطقة الريف على اعتراضهم السلمي طيلة شهور".
وعلى الرغم من أن الحكومة تعرضت لانتقادات كثيرة، الا ان المحتجون لم يرفعون أي شعارات مناهضة للملك محمد السادس حتى الآن ولكن ربما تخطو المغرب خطى دول الربيع العربى اذا لم تجد الحكومة هناك حل جذري لامتصاص غضب الثائرين.