بعد شهرين من اندلاع الأزمة بين قطر والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من نظام تميم بن حمد، والتى تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، وبعدما حذر العديد من المراقبين ومراكز الأبحاث داخل الولايات المتحدة من تراجع نفوذ واشنطن الإقليمى بسبب موقفها الذى اتسم بقدر من الميوعة السياسية فى إدارة الأزمة، خرج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتصريح مدو هدد خلاله بنقل قاعدة العديد العسكرية الأمريكية من قطر، مؤكدا أن عشرات الدول سترحب باستضافتها إذا ما اضطرت الإدارة الأمريكية لذلك.
وفى تصريحات بثتها قناة "كريستيان نت ورك"، قال الرئيس الأمريكى إن واشنطن "لن تتردد فى نقل قاعدتها العسكرية من الدوحة إذا ما اضطرت إلى ذلك"، وتابع : "سترحب عشرات الدول ببناء قاعدة أخرى إذا اضطررنا للرحيل، فإننا سنجد عشر دول مستعدة لبناء قاعدة عسكرية بدل تلك الموجودة فى قطر".
وأضاف الرئيس الأمريكى، أن قطر عـرفت بتمويل الإرهاب.. "أبلغناهم بضرورة التوقف عن تمويل الإرهاب، لا يمكن أن يقوموا بذلك إن الإرهاب وحش، ولا بد من الاستمرار فى تجويع هذا الوحش".
وتبنى الرئيس الأمريكى موقفا داعيا لفرض عقوبات وعزلة دولية على قطر فى بداية الأزمة، إلا أن هذا الخطاب تغيير نسبيا أمام التحركات التى قادتها الخارجية الأمريكية وجولة الوزير ريكس تيلرسون الخليجية التى انتهت دون الخروج بحلول للنزاع الدائر بين قطر والدول الداعية لمواجهة الإرهاب.
وأثارت حالة الميوعة السياسية التى سادت الإدارة الأمريكية فى تعاملها مع أزمة دعم قطر وتمويلها للإرهاب، حالة من القلق داخل العديد من الأوساط والدوائر البحثية ومراكز الدراسات فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى حذرت من تراجع النفوذ الأمريكى أمام صعود تركى إيرانى فى الشرق الأوسط.
وفى تقرير له، قال المجلس الأطلنطى للأبحاث إن "الأزمة بين قطر وجيرانها من الدول العربية التى تطلبها بنبذ الإرهاب ووقف تمويله تدفع بتصعيد التوترات فى منطقة الخليج على حساب المصالح الأمنية الأمريكية وتراجع النفوذ الأمريكى لصالح إيران وتركيا".
وأضاف المجلس فى التقرير الذى كتبه الباحث على مرهون، أن القوى الإقليمية مثل طهران وأنقرة أصبحت أطرافا صاحبة مصلحة فى هذا الصراع، تتخذ خطوات فعالة فى تشكيله بطرق تتناسب مع مصالحها ورؤيتها الإقليمية، ولن يؤدى ذلك إلا إلى إدامة الصدع وتعقيد جهود المفاوضات، حيث أن العلاقات مع إيران وتركيا هى التى تقود المطالب من قطر، على حد قوله.
وتابع المجلس فى تقريره: "الولايات المتحدة لديها مصلحة أمنية فى منع انتقال الصراع إلى مسرح إقليمى آخر. لكن إذا بقى موقف الولايات المتحدة مقسما، فأن واشنطن يمكن تعانى قريبا من تآكل نفوذها داخل المنطقة".
وسلط التقرير الضوء على الدور المشبوه الذى تلعبه كلا من إيران وتركيا فى الأزمة فى الوقت الذى تتزايد فيه الاتهامات بشأن ضلوعهما فى تمويل كيانات إرهابية وتنظيمات مسلحة من بينها جماعة الإخوان وحزب الله وحماس.