
تعد القضية السورية أحد أكثر القضايا وجعًا وإيلامًا، فخلال سنوات قليلة تحولت بلاد الشام الخضراء، لساحة للمعارك والحروب والنيران، وتحول الأخضر رمز الحياة للون الأسود الكئيب وآثار الدمار تملأ الأرجاء كافة.
المعارك فى سوريا قضت على معالم الحياة فى أرض الشام، وخلفت وراءها الآلاف من القتلى، وملايين من اللاجئين، الأزمة الأكبر والتى يقف أمامها العالم عاجز، غير قادر على حلها، وهو ما أدى لتفاقمها، فأصبحت قضية اللاجئين السوريين، هى الشغل الشاغل لدول العالم والأمم المتحدة لإيجاد سبل لدعم الهاربين من نيران الحرب.
فنانون يمتلكون مواهب غنائية ورسم وغيرها قرروا دعم القضية السورية بطريقتهم المختلفة، واستغلال الموهبة التى منحهم الله إياهم، لتعضيد وإلقاء الضوء على المعاناة والمآسى التى يلاقيها اللاجئين فى طريقهم للبحث عن مكان آمن والهرب من نيران الحرب فى الأراضى السورية.
محمد حافظ، نحات سورى، يعيش على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، إذ اتجه إليها هربا من نيران الحربن سخر أنامله الذهبية ونحته وفنه لإيصال القضية السورية، بعد مشروعه لتنفيذ حقائب يحكى عبرها قصص اللاجئين الذين يمتلكونها وحجم المعاناة التى عاشوه، نفذ مشروع آخر تحت وسم "دمشقيات" ليبرز الجميل القديم للعاصمة السورية دمشق، واستعادة لذكرياته فى عاصمة بلده القديم، ضمن مشروع نوستالجيا، لتخليد روح دمشق القديم قبل الخراب والدمار الذى لحق بها مؤخرا جراء الحرب.
النحات السورى يظهر فى أعماله اشتياقه الشديد وحنينه لوطنهن إذ اعتمد فى أعماله على العمارة السورية البارزة، والشكل القديم لمدينة دمشق، وشكل الحياة فى بلاد الشام ما قبل الحروب والنزاعات، وطريقة لإيصال الصورة الكاملة عن سوريا للعالم.